ما بين 9-13 جمادى الآخرة 1431ه انطلقت فعاليات معرض ابتكار 2010 برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، وبتنظيم من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، وكان شعار المعرض هو "نحو مجتمع مبدع".. وكانت أهم أهداف المعرض تتلخص في إبراز المقدرة الوطنية في الابتكار والاختراع، وتوعية المجتمع بمنظومة الابتكار الوطني ودور المؤسسات ذات العلاقة، ونشر ثقافة الابتكار والاختراع وإبراز دورهما في التنمية المستدامة، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في دعم الابتكار في المملكة. وقد وصل عدد الابتكارات في ذلك المعرض إلى حوالي 90 ابتكاراً قدمها 65 مخترعاً و 23 مخترعة في ثمانية مجالات منها: الطاقة وحماية البيئة – الطب والصيدلة – الهندسة – تحلية المياه – تقنية المعلومات – الاتصالات – تقنية النانو – النشاطات المعرفية وغيرها. وقد اعتبر الاتحاد الدولي للمخترعين معرض 2010 فعالية رسمية معترفاً بها وشارك في المعرض أكثر من 30 جهة محلية ودولية. وبالرغم من نجاح هذا المعرض بشكل جيد وخاصة فيما يتعلق بنشر ثقافة الابتكار والاختراع في المجتمع السعودي إلا أن دور رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين كان محدوداً. وأرى أن يكون لرجال الأعمال والمستثمرين دور أكبر في معرض ابتكار 2012 من حيث التواصل مع المبتكرين ، وتبني الاختراعات الجيدة التي تثبت أنها مفيدة للمجتمع ومربحة لرجال الأعمال والمستثمرين. ومن الأمور التي تثلج الصدر مشاركة المرأة المبتكرة والتي تمثل حوالي ثلث عدد المبتكرين في المعرض مع إصرارها على المشاركة الفاعلة ورغبتها في أن تحوَّل ابتكاراتها إلى منتجات صناعية مفيدة. إن المستقبل يحفل بكثير من التوقعات المثمرة لمعارض ابتكار القادمة من خلال جعل رعاية الموهبة والاختراع جزءاً من عمل قطاعات ومؤسسات المجتمع عبر دعم واحتضان وتشجيع إقامة محاضن للأعمال والابتكارات، وتطوير أساليب الربط بين المخترعين والمبتكرين والمستثمرين ورجال الأعمال، حتى يصبح الاستثمار في الموهبة والاختراع حقيقة واقعة مما يسهم في تحويل الأفكار الخلاقة إلى منتجات اقتصادية. ولا شك أن معرض 2010 وما يتلوه من معارض أخرى تشكل مناسبات ممتازة لعرض الأفكار والابتكارات والاختراعات. كما أن الاستفادة من تجارب الآخرين تمثل فرصة جيدة لتطوير الأفكار والابتكارات وتنمية القدرات الوطنية. إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تطمح في التحول إلى مجتمع المعرفة من خلال الاستثمار في رأس المال الفكري وتنمية الموارد البشرية ، والاعتماد على توليد ونشر المعرفة وإنتاجها مما يجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة في السنوات القليلة القادمة بإذن الله تعالى..