في أوائل ربيع هذا العام بدأت نشاطها في منظمة المؤتمر الإسلامي الممثلية الدائمة لجمهورية كازاخستان.وهذا الحدث ذو أهمية خاصة بالنسبة للبلد الذي يعد زعيماً لمنطقة آسيا الوسطى في ضوء رئاسته العام المقبل اجتماع وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ويدل على إصرار أستانا الحازم لمواصلة توسيع تعاون المنفعة المتبادلة مع بلدان العالم الإسلامي التي بدورها تدعم باستمرار مبادرات كازاخستان على الساحة الدولية،وتساهم بدرجة كبيرة في تنفيذ المشاريع الاجتماعية-الاقتصادية الهامة ومشاريع البنية التحتية على أراضي آسيا الوسطى. تزامن افتتاح الممثلية الدائمة مع الدورة 33 للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي عقدت في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي بمدينة جدة.وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية ألقى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الضوء على عدد من القضايا الملحة لتطوير المنظمة، ورحب بالتعاون المثمر الناشئ بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما شدد بشكل خاص على أهمية المؤتمر القادم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المستوى الرفيع من التسامح وعدم التمييز في أستانا في الفترة 29-30 يونيو من هذا العام، والذي يفترض أن تنظم في إطاره ورشة عمل مشتركة بين المنظمتين لمواجهة الخوف من الإسلام. وكما يعتقد فإن مكافحة هذه الآفة السلبية والتعصب والتمييز ضد المسلمين تتطلب جهوداً منسقة، لكونها تشكل تهديداً خطيراً على الاستقرار والسلام والأمن. وأكد أوغلو على أنه لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن الدين قد أدرج في جدول أعمال العلاقات الدولية بواسطة العناصر المتطرفة التي تساهم بشكل فعال في خلق التوتر،وتهدد الاستقرار والوئام والسلام من خلال الاستفزاز والتحريض على أسس دينية. لا تختلف أهداف ومهام منظمة المؤتمر الإسلامي كثيراً عن أهداف ومهام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا طالما أن كلتيهما مدعوتان لحل قضية السلام والأمن الدوليين.في هذا الصدد إن التعزيز الملاحظ للتعاون بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هو التوجه الإيجابي الذي تلعب كازاخستان رئيسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فيه دوراً هاماً.ويمكن لجمهورية كازاخستان أن تصبح في عام 2011 نفسه جسراً فعلياً لمزيد من تطوير التعاون.فقد حان الوقت لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة المؤتمر الإسلامي لتوحيد الجهود الواضحة والموجهة نحو تحقيق النتائج لتحفيز الناس بدءاً من الجماهير الواسعة من أجل نبذ المتشددين. بلدان آسيا ملتزمة ليس كأي وقت مضى بتعزيز المبادرات التعددية،ومبدأ المسؤولية الجماعية للدول عن حل المشاكل العالمية، وتدعو باستمرار إلى عالم متعدد الأقطاب وصيغة موحدة ممكنة لتوازن القوى والأمن الدولي.في عصر العولمة وتطوير المراكز الجديدة للقوى يمثل التنوع السياسي وتعزيز المواقف في شتى الاتجاهات حاجة موضوعية لتحقيق التنمية المستدامة في كل من بلدان المنطقة.