تعود بنا الذكرى هذه الأيام ليوم بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي لها وقع خاص في القلوب والمشاعر الصادقة من أبناء هذا الوطن الغالي ، التي وجدت الأمان بأحضانه والعطاء بيده والحب بقلبه والعز في مساره والشموخ في تطوره والرخاء بفكره ، ونحن نحتفل جميعاً بالذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الحكم -حفظه الله- في وطنه وسط إنجازات عديدة تم تحقيقها، وهي لمناسبة غالية على قلوبنا جميعاً وتملأ النفوس عزاً وكبرياء وفخراً بالإنجازات التي دوّنها خادم الحرمين في سجل المملكة العربية السعودية مع إخوانه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية. وإن ما تشهده المملكة العربية السعودية حالياً من نهضة على المستويات كافة انعكاس للجوانب الإنسانية في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الفذة ، فلا يمكن لنا أن نختزل وصف ما تكنه القلوب وما يختلج في النفوس من مشاعر الفخر والاعتزاز والولاء والوفاء لملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز الذي جسّد صورة رائعة من صور التلاحم بين المواطن والقيادة الكريمة، وسعى بفكره النيِّر إلى تأكيد عمق الودّ الذي يسود هذه العلاقة المتينة منذ تأسيس هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، ونحن اذ نستعرض هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات لخادم الحرمين الشريفين انما نتحدث عن قائد يمثل ضمير الأمة ووجدان الشعب . إن المتابع لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – يجده عهدًا متميزًا تميزًا نوعيًا في كافة الأُطر والجوانب ، وفي كل جانب له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالوطن وبحياة المواطن ، وخير شاهد على ذلك تلك المشاريع التنموية والحضارية العملاقة الرائدة الضخمة في مختلف المجالات ، وفق خطط وبرامج طموحة تسعى القيادة في تحقيقها واقعًا ملموساً ليفخر بها الوطن وينعم بها المواطن برفاهية حقيقية تلبي تطلعاته وحاجاته المختلفة ، ولم تأتِ تلك النهضة الطموحة الشاملة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة إلا من شعوره – أيده الله ووفقه لكل خير – بأهمية تلك النهضة ، وحرصه الدائم والدؤوب لتحقيق المزيد مما يعود بالخير على الوطن ومواطنيه ، لذا نجده – وفقه الله – قد أمر واعتمد ووضع حجر الأساس ودشن العديد من المشروعات العملاقة في مختلف مناطق ومدن ومحافظات مملكة الإنسانية ، ضمن زياراته التفقدية للمناطق التي يتلمس من خلالها احتياجات المواطنين والسماع منهم مباشرة ، وشهدت المملكة منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها ، والتي تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة ، وشهد الإنسان السعودي في فترة حكمه تطوراً في مجال التنمية البشرية والنمو الحضاري حيث أصبح المواطن قادراً على مواجهة تحديات الحياة بما توافر له من أجواء أمنية واقتصادية وحياة كريمة ، وتحقق لأبناء هذا الوطن في عهد الملك عبدالله خلال الخمسة أعوام التي مضت العديد من الإنجازات المهمة منها تضاعف أعداد جامعات المملكة والكليات والمعاهد التقنية ، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض ، واتسم عهد الملك عبدالله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه بأجمعه في كل شأن وفى كل بقعة داخل الوطن، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات، وصدرت أوامر ملكية سامية تتضمن حلولاً تنموية فاعلة لمواجهة هذا التوسع في تنظيمها ليوصل بإذن الله إلى أفضل أداء، ليتحقق للشعب السعودي في عهده الخير والعطاء ليشمل كل مدينة ومحافظة ومركز وهجرة ، لينعم بها المواطن والمقيم والمعتمر والحاج وضيوف وزوار هذه البلاد بالخير والعطاء والأمن والأمان . وحققت المرأة الكثير من الخطوات اللافتة في مسيرة التنمية الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية ، فقد استهل خادم الحرمين أولى خطوات هذا الدعم لقضايا المرأة بسلسلة لقاءات مع وفود من النساء العاملات في المجال الإعلامي والثقافي والأكاديمي، حيث شكلت هذه اللقاءات اعترافاً بدور المرأة وتواجدها في دائرة الحراك النشط الذي ميز بداية توليه للقيادة مما كان له أثر كبير في دفع الحراك النسائي لتحقيق طموحات المرأة في مجالات التنمية والتعليم والصحة والثقافة. وسياسياً حافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله على ثوابتها الإسلامية وعروبتها واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، وكان للملك عبدالله بن عبدالعزيز دور بارز أسهم فى إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي والدولي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله ، وتمكن حفظه الله بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية ، وفى صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته . وإن إطلاق مسمى «مملكة الإنسانية» على هذا الوطن الكبير لم يأت من فراغ بل هو نتاج موروث متراكم وعمل يومي منظم من المبادرات الإنسانية ، نرى صورها في مؤسسات خيرية متنوعة ترعى فئات المعوقين والأيتام والمرضى والفقراء وغيرهم ولكل فئات المجتمع ، التي باتت ترعى ظروف أصحاب الاحتياجات الخاصة وتوفر لهم الحياة الكريمة ، كما وامتدت أيادي المملكة خارج الحدود تواسي وتسهم في تنمية الكثير من المجتمعات على خلاف أديانها وثقافتها وفتحت المملكة صروحها الطبية والعلاجية لتقديم الرعاية المتخصصة وإجراء الجراحات النادرة للمحتاجين من الأطفال السياميين وجرحى الحروب في صورة تمثل أروع صور العطاء الإنساني . فتلك الذكرى التي تتجدد في النفوس في كل عام لتذكرنا بالمنجزات الكبيرة التي تمت في هذا العهد الميمون على كافة الأصعدة التي هدفت لرقي المواطن ، ونحن ياخادم الحرمين بهذه المناسبة الخالدة إذ نهنىء أنفسنا على ذكرى البيعة الخامسة حفظكم الله فإننا نجدد الوفاء بالوعد والعهد أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام شعبك الذي يعتبرك كل واحد منا بمثابة الأب الحاني ، سائلين المولى عز وجل أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والرخاء ، وأن يحفظ لنا ملك الإنسانية وعضده سلطان الخير والعطاء والنائب الثاني نايف الأمن والأمان ويمدهم بعونه وتوفيقه ، وإلى الأمام ياوطن العز والشموخ .