شركة كبيرة مقرها القاهرة ولها أعمال في العالم العربي وترتبط بعلاقات ممتازة مع المعلنين أطلقت قبل رمضان الماضي وعلى القمر نايل سات قناة تلفزيونية تبث عدداً من المسلسلات المصرية الجديدة والتي اختارتها بعناية وجمعت بحكم علاقتها بالمعلنين ومعرفتها بمستوى إنفاقهم في رمضان على الإعلانات بما يكفي لتغطية حقوق بث هذه المسلسلات وتكاليف استئجار رابط للقمر لمدة عام وتكاليف التشغيل لمدة شهر واحد فقط. أما لماذا شهر واحد فلأن القناة افتتحت في اليوم الأول من رمضان وأغلقت في آخر يوم منه ووضعت شارة تقول موعدنا رمضان المقبل وستبقى الشارة على رابط القناة لمدة 11 شهر. ولأن ملاّك القناة يعرفون أن المكاسب في رمضان فقط فلقد أراحوا أنفسهم من إنفاق الملايين طوال العام لإعادة بث ما اشتروه في رمضان. وهذه دلالة قوية على أن العالم العربي كله ينتج لكي يعرض في رمضان ويبدأ يجتر هذه الأعمال لبقية العام أما قناة الشهر فلقد أراحت نفسها بحكم أن العاملين عليها يعرفون من أين تؤكل الكتف.. فأكلت الكتف وارتاحت. منذ أن ينتهي رمضان يبدأ الإعداد لرمضان التالي فبعض القنوات تبدأ في تنفيذ إنتاجها مبكراً وتنجز أعمالها قبل رمضان بثلاثة أشهر أما الغالبية فإنها تبدأ قبل رمضان بثلاثة أشهر وهذا ما يجعل الأشهر التي تسبق رمضان أشهر الذروة للعاملين في الإنتاج الدرامي من ممثلين ومخرجين وفنيين. عشرات المسلسلات التى أنتجت وتنتج حالياً للبث في رمضان المقبل ويقال إنها تقارب 100 مسلسل لهذا العام تتوزع بين مصر وسوريا والخليج ونصيبنا نحن منها في المملكة 10% تقريباً وهي نسبة لا بأس بها وبالتالي الكل يتنافس للعمل في رمضان وهذه الأيام هي أيام (ماني فاضي أو مشغول أو أغروني) والتي يمارسها نجوم التمثيل والإخراج وبقية طواقم الإنتاج. سؤال نكرره كل عام لماذا تحول شهر رمضان إلى مهرجان الإنتاج السنوي فالكل يرغب في عرض إنتاجه في هذا الشهر والأمر أشبه بمهرجانات السينما الشهيرة والتي تعرض فيها كل الأفلام الجديدة ولكن على أنظار لجان التحكيم وجمهور مختار فقط وذلك للفوز بالجوائز أما العروض الجماهيرية فإنها تخضع لخطط تسويقية تتيح لها التواجد طوال العام أما إنتاج العرب التلفزيوني المقترن بشهر رمضان فإن الكل يعرضه في رمضان وإن تأخر البعض إلى ما بعد رمضان فالتأخير بسبب أن القناة اشترت أكثر من حاجتها أو وجدت أعمالاً جديدة أفضل مما أنتجت فعرضت ما تحتاج ورحّلت الباقي لما بعد رمضان وهي نسبة لا تذكر قياساً بما ينتج ويعرض في الشهر الكريم فالكل يقدم الجديد وبعد رمضان يبدأ الكل في اجترار الوجبة الرمضانية على مدار الأحد عشر شهراً المتبقية. عندما تسأل القائمين على القنوات ولماذا رمضان وليست كل أشهر السنة تكون الإجابة إنه شهر المنافسة بين القنوات ومن ينجح في رمضان يضمن الرضى عنه بقية العام والأمر الأهم بالنسبة لهم أنهم في رمضان ودون غيره من شهور السنة يستطيعون الحصول من المعلن على الرقم الأكبر فإن كان المعلن على استعداد لدفع عشرة ملايين ريال في عمل يعرض في فترة الذروة في رمضان فإنه لن يدفع إلا مليونا لنفس العمل في حالة عرضه الأول في أي وقت من أوقات السنة. بقي أن نقول إننا في رمضان نجتمع أمام التلفزيون بين المغرب والعشاء وفي ساعات محددة من الليل ولكننا لا نبقى أمام التلفاز 24 ساعة لأننا بكل بساطة في شهر رمضان!.