منذ يومين جاءت ابنتي لتريني بعض مقاطع فيديو على البلاك بيري لخادمات يقمن بضرب اطفال صغار بقسوة بالغة رغم ان احدهم كان طفلا رضيعا . والصراحة أنني لم أتحمل مشاهدة كل المقاطع من فرط بشاعتها فهي تظهر عدة عاملات يمارسن الصفع والصراخ والركل حتى ان احداهن بلغت فيها القسوة لدرجة رمي الرضيع على الارض على وجهه !! وعندما أقفلت هاربة استوقفني سؤالها" لماذا يفعلون ذلك بالاطفال ؟" سؤال كبير ومزعج بالطبع . كانت حزينة مما رأته ولم تفهم مبررات تلك القسوة . قلت لها بأن الام غالبا تعمل والخادمة تحل محلها . قالت " غلطة كبيرة اليس كذلك " أجبتها " نعم إنها كذلك " وعادت تستوضح أكثر . " ما في قلوبهم رحمة ؟" حكيت لها ما أعرفه من احقاد دفينة , الفقر والكراهية والحسد وسوء المعاملة احيانا. ولكن مشاهدة بعض من ذلك الواقع مصورا لم يكن مقنعا لتبرير كل هذه الوحشية مع صغار لاحول لهم ولاقوة . آخر خبر إعلامي عن تلك الحالات ما تم نشره عن طفل بعمر الشهور بالمنطقة الشرقية قامت الخادمة الاندونسية بوضع سم فئران قوي في رضاعته بسبب بكائه المستمر كي تستريح كما تدعي ! وبالطبع هناك حالات تمر في بعض البيوت لايعرف عنها الاهل والحافظ الله ولكن تكرار حوادث مثل هذه ورغم انها لاتصل لوضع الظاهرة يحتم علينا تدقيق الملاحظة وعلى المؤسسات الاجتماعية والاعلام دور ايضا كان الله في عونهم فالقضايا المصيرية كثرت في زماننا الحالي وأصبحت التحديات تتنقل ما بين الجرائم وإرهاب النساء وشباب ضائع اما في النشطات الارهابية او المخدرات فعلى المؤسسات الامنية ثقل المواجهة والمعالجة معا . الان صور ايذاء الخادمات الوحشي يدخل على الخط وعلينا التأمل. المشكلة وكما كانت تقول احدى القريبات هي غفلة الام احيانا التي تترك رضيعها مع الخادمة وبعد ان تكون قد وبختها او صرخت عليها بينما تكون الثانية في وضعية لا تسمح لها بالرد او الدفاع عن نفسها ومع قائمة الامراض النفسية التي تتكاثر في تلك البيئات والكراهية لكل مظاهر النعمة البادية على الاخرين يبدو ميزان التساوي غير عادا في رؤيتهن وعليهن موازنة ذلك التباين . هنا يأتي دور التبرير غير المبرر أعلم , ولكن ملاحظة زوايا الصورة تجبرنا على معاينة التفاصيل . في سنغافورة وبعض بلدان شرق آسيا اصبحت الاستعانة بالكاميرات الخفية لمراقبة تعامل الخادمة مع الاطفال منتشرة لدرجة كثرت فيها قضايا المحاكم بسبب اكتشاف حالات الاساءة للصغار في غياب الوالدين لظروف العمل. واليوم قرأت عن ابشع انتقام عن عاملة ذكر انها كانت تعاني من المعاملة السيئة والاهانات من قبل صاحبة المنزل حيث تنام في الثانية عشرة عند منتصف الليل لتصحو في الخامسة والنصف كل يوم فقامت العاملة -23 عاما – بذبح سيدتها -41- بالسكين في احدى المدن في ماليزيا . والمعروف ان أغلب العاملات يأتين من اندونيسيا وتدور مشاكل كثيرة بسبب تلك العلاقة الناسفة بين الطرفين من الطبيعي اذن ان يكون مستوى التعليم مؤثرا في تكوين ومفاهيم تلك العمالة وقضية الديانة لم أجد لها تأثيرا في عاملة فلبينية مسلمة جاءت مع زوجها لتعمل عند أسرة بشكل مؤقت لحين عودة عاملتهم من عطلتها فقد أخذت تعمل وكأنها في بيتها فتعد الاطعمة للزوج وتهرب الاشياء لغرفته وعندما واجهتها ربة المنزل بغير رضا عن أدائها ما كان منها إلا أن فتحت انبوبة الغاز وعين الطباخ مسبقا عندما همت سيدة البيت في اعداد وجبة الغداء . وتقول صاحبة المنزل عندما نزلت للمطبخ رأيتها تقف امام الغسالة وهي لا تعمل تتوارى عن النظر ناحية البوتاجاز فشككت في الحركة ونظرت فوجدت العين مفتوحة وكل الذي كانت تتوقعه هو أن أشعل الموقد فتهب النيران في وجهي ! هذا هو اسلوب الرد من قبل بعض العاملات اللاتي يأتين من مجتمعات مسلمة ولذلك لم ادهش حينما قرأت منذ ايام عن خيارات بعض الاسر عند الاستقدام بكونهم يريدون فلبينية مسيحية متعلمة ومقبولة المظهر.