نظمت كلية الآداب بجامعة الملك سعود ظهر أمس السبت ندوة بعنوان (الإرهاب وأثره على المجتمع) بمقر ملتقى الكلية بمشاركة كل من الدكتور صالح بن رميح الرميح وكيل كلية الآداب للشؤون الأكاديمية والدكتور سليمان بن عبدالله العقيل رئيس قسم الدراسات الاجتماعية والدكتور صالح بن محمد المسند صاحب فكرة الندوة، والدكتور جبريل بن حسن العريشي رئيس قسم علوم المكتبات والمعلومات والدكتور بكر بن محمد ابراهيم رئيس قسم الإعلام، وبحضور عميد كلية الآداب الدكتور رشود الخريف ووكيل الكلية للشؤون الإدارية الدكتور محمد الأحمد وعدد من أعضاء هيئة التدريس وعدد قليل من الطلاب. وبدأت جلسة الندوة الأولى بعنوان (مفهوم الإرهاب ومسبباته) والتي قدمها الدكتور بكر ابراهيم رئيس قسم الإعلام والتي أوضح فيها الأفكار التي تدعيها الفئة الضالة من المفهوم الخاطئ لاخراج الكفار من جزيرة العرب، والتخلص من قادة وحكام المسلمين، وتكفيرهم لرجال الأمن. ومن ثم تحدث رئيس قسم الدراسات الاجتماعية الدكتور سليمان العقيل في كلمته عن (العنف والتنشئة الاجتماعية) موضحاً أن الإرهاب ليس سوى طارئ ولا يوجد في الثقافة العربية كلمة (الإرهاب) وهو نتيجة للكثير من المدخلات الاجتماعية والثقافية والأخطاء التربوية على مستوى المدرسة والبيت والجامعة وهي ما أفرزت ما سمي بظاهرة الإرهاب كما أن العنف المضاد يولد هذا النوع من الإرهاب مشيراً الى ان هناك مغذيات ومسببات للعنف وهو الوضع الإنساني والتفكك الاجتماعي والمشكلات الاقتصادية والاحباط العام الذي يعيشه الفرد في داخله أيا كان. عقب ذلك قدم صاحب فكرة اقامة الندوة الدكتور صالح بن محمد المسند المحور الثالث من الندوة بعنوان (مصادر الإرهاب الفكري ومسؤولية المؤسسات الأكاديمية والمعلوماتية تجاه الإرهاب)، موضحاً فيها أن الإرهاب في المملكة ظاهرة فريدة من نوعها ولا يمكن مقارنتها بما جرى في دول كمصر والجزائر وهو مختلف اختلافا جذريا، حيث ان هؤلاء الفئة الضالة هم بالنهاية يقدمون على الانتحار سواء بتفجير أنفسهم أو سقوطهم قتلى على أيدي رجال الأمن، وليس لديهم أدنى فكر أو هدف معين، فالإرهابيون في الخارج لديهم طموحات سياسية واقتصادية. وأوضح الدكتور المسند قائلاً: للأسف نحن نعاني من عدم وجود دراسات منشورة وموثقة عن ظاهرة الإرهاب وكيفية مواجهتها ومعالجتها، حيث لابد من دراسة تلك الظاهرة من كافة النواحي وإلا فلن يتم حلها، ولابد علينا أن نتلمس جذور تلك الظاهرة التي بدأت خلال فترة وجيزة. وأضاف الدكتور المسند: لا ننسى دور وسائل الإعلام بكافة أنواعها في بث وتسويق ذلك الفكر بما يحمله من تشويش وبلبلة فكرية هدامة ومن أبرزها شبكة الانترنت والتي فتحت لهم الباب على مصراعيه في طرح أفكارهم وتسويقها، وعلينا أن نواجههم بتعريف المجتمع على ما يحملونه من أفكار هدامة ومواجهتهم من خلال الوسائل التي يستخدمونها حتى لا يتأثر من يشاهد ويقرأ اتجاهاتهم المنحرفة. ومن ثم قدم الدكتور جبريل عريشي رئيس قسم علوم المكتبات والمعلومات المحور الرابع من الندوة والذي كان بعنوان: (الإرهاب الرقمي)، والتي أوضح فيها عن مخاطر استخدام التقنية الحديثة بكافة أشكالها في تسويق وبث الأفكار الخارجة عن الدين ومن أبرزها شبكة الانترنت عبر البريد الإلكتروني والمواقع التي تدعي أنها باسم الجهاد ومحاربة الكفار وبرامج المحادثة الدولية باستخدام أسماء وهمية، مشيراً الى ان الادارة الأمريكية في البيت الأبيض اتخذت احتياطات قصوى بعد أحداث 11 سبتمبر في متابعة الإرهابيين الرقميين - ان صح التعبير - وذلك بتشكيل لجنة مستقلة تحت مسمى (لجنة حماية البنية الحساسة). عقب ذلك قدم وكيل كلية الآداب الدكتور صالح الرميح المحور الرابع والأخير من الندوة بعنوان (ماذا يريدون؟) موضحا فيه ان الإرهايين يستغلون العاطفة لدى الشعوب الإسلامية والعربية ومحاربة العلماء والمفكرين الإسلاميين، وقاموا باختلاق مصطلحات غريبة للعلماء بتسميتهم علماء السلطة والحكومة، ونتائج ما قاموا به من أعمال مشينة أدت إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين. عقب ذلك تم فتح مجال المداخلات والنقاش من قبل الحاضرين حول موضوع الندوة. المحاضرة ورغم أهميتها إلا ان حضورها اقتصر على اعضاء هيئة التدريس في حين غاب الحضور الطلابي.