تغطية- د. هند الخليفة أقيم في يوم الاثنين الماضي 17 جمادى الثاني الموافق 31 مايو ورشة البحث العلمي الثانية (Meeting of the Minds 2010) تحت عنوان "تلبية متطلبات تقنية المعلومات المحلية" برعاية من عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات. وقد حضر الورشة التي أقيمت في مركز أقسام العلوم والدراسات الطبية بجامعة الملك سعود ونظمتها لجنة التدريب وتطوير المهارات لعضوات هيئة التدريس في قسم تقنية المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات، ما يربو على 200 فتاة متخصصة ومهتمة في مجال الحاسب وتقنية المعلومات من مختلف الجامعات بالإضافة إلى مهتمات من القطاعات الحكومية والخاصة. أتت هذه الورشة لتبين التوجهات الحديثة في البحث العلمي في المملكة من خلال عرض الخبرات النسائية الناجحة في هذا المجال ولتفتح قناة للتواصل بين المتحدثات والحاضرات في المجالات الحاسوبية المختلفة. وقد افتتحت أعمال الورشة بكلمة ألقتها وكيلة كلية علوم الحاسب والمعلومات لشؤون الطالبات الدكتورة ناديا الغريميل تلتها كلمة للجنة المنظمة. المعلوماتية الحيوية ومتطلبات العصر ترأست الجلسة العلمية الأولى الدكتورة سهام مصطفاي الأستاذ المشارك في قسم تقنية المعلومات، كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود، وكان من بين المتحدثات في الجلسة الأستاذة حصة العباد من مدينة الملك فهد الطبية والأستاذة شازيا سبحاني من مستشفى الملك فيصل التخصصي والدكتورة نكهت صديقي من كلية العلوم بجامعة الملك سعود والدكتورة سهام مسحول من قسم تقنية المعلومات. وقد تناولت هذه الجلسة المجال الطبي في تقنية المعلومات وتحديداَ المستشفيات الإلكترونية والمعلوماتية السريرية ومجال المعلوماتية الحيوية (Bioinformatics). حيث استعرضت الأستاذة العباد تجربة مدينة الملك فهد الطبية في أتمتة العمليات في المدينة وخطتها المستقبلية، بينما تحدثت الأستاذة سبحاني عن تجربة مستشفى الملك فيصل التخصصي في إنشاء قاعدة بيانات إكلينيكية على مستوى المملكة وكيفية عمل واجهة موحدة يمكن الوصول إليها من الشبكة العنكبوتية لاستعراض هذه البيانات. أما الدكتورة مسحول وصديقي فقد تناول عرضهن بدايات علم الأحياء وكيف أن البيانات الحيوية في ارتفاع متزايد مما استدعى الحاجة لمعالجتها في تخصص هجين يدعى المعلوماتية الحيوية والذي هو عبارة عن مزج بين تخصصين هما: علوم الحاسب وعلم الأحياء. وفي ختام العرض أكدت الدكتورة مسحول على ضرورة البدء في أبحاث المعلوماتية الحيوية وخاصة في المملكة لقلة المتخصصين في هذا المجال. أما في نهاية الجلسة فقد انهالت الأسئلة على المتحدثات من الجمهور المتعطش لمعرفة المزيد حول موضوع الجلسة وخاصة المعلوماتية الحيوية وذلك لأهمية الموضوع في عصرنا الحالي. من براءات الاختراع إلى معالجة اللغة العربية تناولت الجلسة الثانية موضوع البحث العلمي وبراءات الاختراع في مجال تقنية المعلومات وقد ترأست هذه الجلسة الدكتورة مزنة الروضان الأستاذ المساعد في قسم تقنية المعلومات، كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود. استهلت الجلسة الدكتورة سعاد الروميني، الأستاذ المساعد في قسم علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الأمير سلطان، باستعراض لمجال تنقيب البيانات وإيجاد العلاقات من هذه البيانات. ثم ذكرت عددا من الأمثلة من الواقع المعلوماتي السعودي وخاصة في مجال التعليم العالي والاتصالات. حيث يمكن الاستفادة من مجال تنقيب البيانات في إيجاد معلومات تساعد في تحسين جودة خدمات الاتصالات ومستوى التعليم العالي. كما استعرضت مجالات خصبة أخرى تعتمد على تنقيب البيانات مثل الطقس والصحة وغيرها. تلاها عرض للدكتورة حنان حسني وتجربتها في إصدار براءتي اختراع من أمريكا، وأوضحت في كلمتها ضرورة التقدم بطلب براءة الاختراع من المراكز المختصة في حال وجود فكرة في المجال التقني تستحق تقييدها. بعد ذلك قدمت الباحثة إيمان العودة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عرضا بعنوان (معالجة اللغة العربية وجهود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية)، حيث سلطت الضوء على معالجة النصوص الحية وتطبيقاتها والتحديات التي تواجه اللغة العربية تحديداً، وذلك لكون اللغة العربية من اللغات الأكثر استخداما في العالم. وهي أيضا ذات أهمية عالية بسبب البعد الديني وأيضا السياسي والذي يجعلها محط أنظار الكثيرين من الباحثين في المنظمات والمؤسسات البحثية. وفي ختام عرضها ذكرت العودة الجهود التي تبذلها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في البحث في هذا المجال لأسباب عدة والتي من بينها الحاجة إلى توسيع نطاق استخدام التقنية بين متحدثي هذه اللغة. في ختام الجلسة الثانية توالت الأسئلة من الحاضرات حول موضوع الجلسة وقد كان النصيب الأكبر من الأسئلة يتمحور حول كيفية إصدار براءات الاختراع والنصائح في هذا المجال. تجارب في الحكومة الإلكترونية كان من بين أكثر الجلسات تفاعلا من الجمهور الجلسة الثالثة والأخيرة برئاسة الدكتورة أماني الشاوي الأستاذ المساعد في قسم علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الأمير سلطان. وقد تحدثت الدكتورة أروى الأعمى مساعد أمين جدة لتقنية المعلومات عن تجربتها وخبرتها في مجال الحكومة الإلكترونية. حيث تطرقت لمفهوم الحكومة الإلكترونية ونماذجها المختلفة وأعطت أمثلة على مؤشرات نجاح الحكومة الإلكترونية على المستوى العالمي ثم عرجت على واقع الحكومة الإلكترونية في المملكة مفندة بأرقام وإحصائيات حديثة، واختتمت عرضها بمستقبل الحكومة الإلكترونية في المملكة. بعدها تحدثت الأستاذة نهى السعيد المشرفة على مشاريع الحلول الإلكترونية في الهيئة العامة للسياحة والآثار عن تجربة الهيئة العامة للسياحة والآثار في إنهاء المعاملات الحكومية الكترونياً. وذكرت في معرض حديثها أن جميع الجوائز التي حصلت عليها الهيئة كانت نتاجاً لنهج اتخذته الهيئة منذ بدايتها بقيادة رجل التقنية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. اختتام أعمال الورشة في نهاية الورشة ألقت الدكتورة ليلك الصفدي رئيسة قسم تقنية المعلومات كلمة عبرت فيها عن أهمية مثل هذه الملتقيات النسائية العلمية لما لها من الأثر الكبير في التنمية المستدامة وبناء مجتمع المعرفة، ثم زفت خبر حصول قسم تقنية المعلومات على دعم كبير من إدارة الجامعة لبناء مختبر للأبحاث في عدد من المجالات الحيوية التي تخدم توجهات الدولة. واختتمت كلمتها بالإعلان عن استضافة القسم النسائي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لورشة البحث العلمي الثالثة للعام المقبل بإذن الله تعالى. جرى بعد ذلك تكريم المتحدثات ومنظمات الورشة من أستاذات وطالبات والإعلان عن الملصق العلمي الفائز والذي كان من نصيب الباحثات ابتهال باعظيم وطرفة الراشد ووفاء الشويب وسارة العسرج ومشاعل الغامدي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. يذكر أن عدد الملصقات العلمية المقبولة في الورشة كان 13 ملصقا من بين 20 ملصقا علميا مقدما للورشة.