اعتبر الشيخ حسن الصفار مشروع الحوار الوطني الذي أرسى دعائمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أحد أهم الأسس التي وضعت دعائم التعايش في المملكة، ونقل لشخصيات عربية وإسلامية حضرت لمركز الإمام علي في العاصمة الأمريكيةواشنطن أهمية الحوار ونتائجه، مؤكدا أن التجربة بدأت تؤتي ثمارها بين مختلف مكونات الشعب السعودي. وقال في حشد كثيف من الجاليات المقيمة في أميركا: "إن إصرار العقلاء في البلاد على مواصلة الحوار حقق النتائج الطيبة، علما أن المتطرفين لا يزالون يواصلون طريقهم المناوئ لهذه التوجهات"، مضيفا "هناك متطرفون يصرون على مواصلة تشددهم رغم كل تلك التغيرات". وعن الحوار الوطني وأهميته قال: "إن انطلاقة المشروع في المملكة جعلنا نشعر بتغيير ملحوظ في الأوضاع الداخلية العامة، وكان ذلك جليا سواء على صعيد الحراك الفكري والإعلامي، أو على الصعيد الاجتماعي". وتابع "إن العقلاء في البلاد تبنوا مبدأ الاعتراف بالآخر واحترام الرأي والرأي الآخر، وكذلك الاعتراف بالتنوع المذهبي على وجه التحديد، وكل تلك المبادئ أدوات حضارية ودينية ووطنية للتواصل بين مختلف شرائح المجتمع"، مشيرا إلى أن الأوضاع الثقافية والفكرية تغيرت بسبب اعتماد العقلاء الحوار كأداة حضارية ودينية، بدلا من فتاوى التكفير وتجاهل الآخر وعدم الاعتراف بالتعددية". واستدل الصفار بكثير من الآيات القرآنية التي تحث المسلمين جميعا على الحوار، وأضاف "علينا الاستمرار في سبيل تحقيق الأهداف السامية، خاصة أنها لا تأتي بالتواكل واللامبالاة أو بضيق الأفق والتهرب من المسؤولية، بل تتحقق بالجهاد في سبيل تحقيق الأهداف"، مشيرا على أن النجاحات تتحقق بتراكم الخبرة والتجربة، وان المنجزات تصان بعملية تراكمية مستمرة. والصفار الذي عاد إلى أرض الوطن مساء أول من أمس تطرق إلى تجارب الشعوب الخاصة بالتعايش، وقال: "إنها تزودنا بالكثير من الدروس التي يمكن أن نقتبسها لمعرفة حقيقة وفلسفة النجاحات التي تتحقق عادة بالإصرار والعزيمة الثابتة التي لا تلين". وأضاف "إن الأمة الإسلامية نجحت في تجاوز حقبة الاستعمار بالجد والتضحيات الكبيرة، وان الله تعالى سينزل عليها النصر المؤزر عندما يرى فيها الصدق والعزيمة والإصرار على تجاوز المرحلة بكل ما أوتيت من قوة".