كشفت صحيفة أوبزيرفر اللندنية عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيعقد هذا الأسبوع اجتماعاً سرياً لمراجعة استراتيجية حكومته بشأن افغانستان، وسط مؤشرات على تزايد الانقسام بشأن أهداف المهمة بين دول التحالف. وقالت الصحيفة إن الاجتماع سيُعقد الثلاثاء المقبل في المقر الريفي لرئيس الوزراء في تشيكارز بحضور وزراء وخبراء عسكريين وأعضاء مجلس الأمن القومي الجديد، الذي يضم نائب رئيس الوزراء نك كليغ، ووزير الدفاع ليام فوكس، ووزير الخارجية ويليام هيغ، ووزير الخزانة (المالية) جورج أوزبورن. وفيما اضافت أن مسؤولين حكوميين أكدوا أنهم لا يتوقعون أي تغيير جذري في السياسة البريطانية تجاه افغانستان وأن الاجتماع سيكون فرصة لتبادل الأفكار لتمكين التحالف من التحدث بصوت واحد عن التكتيكات العسكرية والهدف العام للمهمة في افغانستان، نوّهت بأن هناك شكوكاً متزايدة في الدوائر السياسية والعسكرية البريطانية حول امكانية تحقيق الاهداف المطلوبة هناك. وكان العديد من نواب حزب المحافظين البريطاني الحاكم اعربوا عن قلقهم بشأن جوانب من المهمة في افغانستان خلال جلسة نقاش في مجلس العموم (البرلمان) الأسبوع الماضي، وعبّروا بشكل خاص عن استيائهم من عدم وجود جبهة موحدة للحلفاء حيال المهمة. واشارت الصحيفة إلى أن الخبراء العسكريين سيطلعون رئيس الوزراء كاميرون ومجلس الأمن القومي على الطبيعة المتغيرة للحملة في افغانستان، وسيشمل ذلك اعتراف قادة عسكريين أميركيين بصعوبة إلحاق الهزيمة بحركة طالبان، أو حتى تصفية عدد كبير من مقاتليها من دون وجود قوات كافية لتغطية البلاد بأسرها. وقالت إن الاجتماع سيناقش أيضاً قضية حاسمة وهي نقل المسؤوليات الأمنية في بعض المناطق إلى قوات الأمن الافغانية. وفي موازاة ذلك، دعا وزير في حكومة حزب العمال السابقة إلى "وضع حدد لتضحية الجنود البريطانيين في افغانستان بدمائهم واعادتهم إلى الوطن". وكتب دينيس ماكشين وزير الدولة السابق لشؤون أوروبا في الصحيفة نفسها إن البيت الأبيض "يبحث بوضوح عن استراتيجية لخروج القوات الأمريكية من افغانستان، وبريطانيا أدّت واجبها وحان الوقت لسحب قواتها من هناك. وينتشر نحو 10 آلاف جندي بريطاني في افغانستان معظمهم في اقليم هلمند، قُتل منهم 288 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.