يكثر الحديث عن قضايا الابتزاز ، بعض الصحف تكاد ترفعها من مشاكل فردية تحدث بشكل متقطع إلى ظاهرة ، والظاهرة كما نعلم هي اكتساح للمجتمع ، كما في البطالة أو الفقر ، أو أحيانا سلبية التعامل مع القضايا الملحة والمصيرية.. الابتزاز الرجالي للنساء ليس ظاهرة ، لكنه موجود ، مثل ما توجد السرقة والكذب ، وقد يحدث احيانا العكس أيضا ، لكنه ليس ظاهرة ، ولا نحبذ أن يكون ظاهرة .. هو يشبه جريمة الزنى ، له عنصران رجل وامرأة ، وعادة الرجل هو الذي يبتز لأنه له السلطة في المجتمع ، وهو الذي ناقل عيبه كما يقال ليس كما المرأة التي خزيها يلحق كل بنات العائلة.. مثلما هزتنا حالة السيدة التي بقيت لسنوات طوال تدفع أتاوة لرجل أحبته صغيرة وسلّمته صورها ، فسلبها ليس مالها فقط لكن راحة بالها وعمرها الذي أمضته بلا زواج خوفاً منه .. تعجبنا لبعض حالات الابتزاز ، حيث الطرف الضعيف المرأة ، تصرفت بدوافع الرغبة الجسدية بداية ولم تراع حدود الله ولا حقوق الزوج ، حيث كونت علاقة محرمة مع شخص وهي متزوجة ، وصورها الرجل الآخر وراح يبتزها ، ومن ثم بلغت الشرطة أو هيئة الأمر بالمعروف ، حيث حكم على الرجل (المبتز وشريكها) بالجلد والسجن ، لم نسمع شيئا عن الجريمة الأخرى الزنى ، والتي المفروض يعاقب عليها الطرفان ،إقامة دعوى الزنى حق لهيئة التحقيق والادعاء العام ، أو الزوج إلا إذا كان آخر من يعلم ولا نظن بعد كل التحقيقات أنه لا يعلم شيئا.. عندما نرى التسامح الكبير في قضايا الابتزاز مع النساء ، نرى ليس تشدداً فقط ولكن ربما يقرب من الظلم في قضايا كثير من النساء من طالبات الطلاق أو الحضانة أو رؤية الأطفال والنفقة وخاصة نفقة الصغار ، حيث تجبر المرأة على التنازل عن نفقة أطفالها في سبيل حصولها على الحضانة ، وحق النفقة حق للأطفال، ليس للأم وليس من حق أحد إجبارها على التخلي عنه، ومصلحة الأطفال مقدمة على مصلحة أي من الطرفين .. وعيشهم بكرامة وأمان من مال الملزم بالنفقة عليهم حق بحكم الشريعة المطهرة .. مسألة الرؤية ، وهي لا تحسم مع الطلاق ، ولا الحضانة ، فتبدأ المرأة مشوارها الطويل في الركض عبر كل الطرق ، وقد يتفضل القاضي بالحكم لها بالرؤية كل شهر أو في العيد ، ولكن يتفنن الأب وأحيانا وأهله معه في منع تلك الرؤية ، خاصة عندما تكون في مكان بعيد عن سكن الأب .. فكيف لها بتدبر أمر السفر والمرافق والسكن وما إليه .. إن الأحكام التي تصدر لا تراعي ظروف المرأة في بلدنا حيث التنقل الصعب جدا .. ويحدث عندئذ ابتزاز آخر ومساومات كثيرة وكلها في إهدار حقوق الأم والأطفال . وحين تكون الأحكام في مسائل الابتزاز بعد العلاقات المشبوهة تراعي المرأة والفضيحة وتخفف الكثير عنها وترى أنها الركن الضعف نراها مع المطلقة قاسية ، وتضيع حقوقها وحقوق أطفالها ..ترى ما السبب هل المبتزة هي المرأة المسلوبة الإرادة التي يجب حمايتها ، والمطلقة امرأة كاملة الأهلية وقوية ولابد من كسر شوكتها؟