الخامس والعشرون من مايو.. هو موعد ميلاد مجلس التعاون الخليجي منذ تسعة وعشرين عاماً.. عمر طويل دون شك لا نستطيع القول بأنه قد حقق نقلة التفاف سكاني فوفّر مجموعات تقدم في مجالات الاقتصاد والعلوم والرؤية السياسية.. يجوز أن نقول عنه بأنه حقق مظلة صداقة خليجية وتعاوناً إن لم يكونا جماعييْن فعلى الأقل أنه إذا وُجدت خصومات فإنها لم توجد معها مخاطر.. لك أن ترى مجلس التعاون الخليجي مثل رؤيتك لأسرة ميسورة وجيّدة الترابط، لكن حين يخرج ابن واحد أو اثنان عن روابط أسرته فإنه ليس ثمة قلق من ميلاد مخاطر، حيث العودة نهاية كل خلاف كيفما كان ساخناً.. لكن هذا لا يكفي.. ولا يعني أنه تقليل من أهمية وجود مجلس التعاون، وإنما تطلع لتحقيق مكاسب أكبر، وإلا فإن أي علاقات تفاهم على الأقل تعتبر في عالمنا العربي - المشحون بالصراعات - مكسب مواطنة ومعيشة.. نتطلع إلى أفضل مما هو قائم من منجزات، لأن ما هو قائم من نوعيات سكانية متماثلة وقدرات اقتصادية متقاربة ونوعية جوار جغرافية.. جميعها يفترض أن تكون إنجازاته على مستوى أفضل.. لو قارنا الوضع الخليجي بما هي عليه الاختلافات الأوروبية من تباعد لعرفنا أننا لم ننفذ كل ما هو مطلوب في عموميات وخصوصيات التعاون.. أوروبا تزدحم بالعديد من اللغات وبالعديد من أرقام العضوية، ومع ذلك فقد أنجزت وجود الاتحاد الأوروبي بعملة واحدة، وكانت قبل ذلك قد أنجزت اتفاق السوق الأوروبية المشتركة.. نحن في عالمنا الخليجي حيث تواجهنا مشاكل ومخاوف لم تترصد أي دولة أوروبا أو تخافها الدول المرموقة هناك.. بمعنى أن حوافز التطوير الاقتصادي والتداخل السكاني ووجود العملة الواحدة، وأهم من كل ذلك التفوق التقني، توفّر مناعة الوجود الخليجي ضد أي مخاطر.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، توفير كفاءة العضوية الدولية لو فعلاً توفّر توجهنا إلى الأمام.. غيرنا ليست تحت يده فرص تطوير، لكن في داخل الخليج لم نتصرف بكفاءة جزالة قدراتنا..