هاأنا الآن أحاول قدر المستطاع أن أدلف إلى معنى يبدو للعيان سهلاً وبسيطاً لكنه في حقيقة الأمر يتطاول حتى لا تجد لسمائه حدا، وهو يتضاءل في غير منقصة حتى لا يكاد يُرى..إذن كيف يمكن أن أحيط به وصفا وأن أعرفه معنى يمكن للعين أن تراه دون أن تخطئه ، ويمكن لليد أن تلامسه دون أن يشعر بذلك؟ هو شيء في تعريفه قد يكون قريبا إلى الوصف الذي يطرح سؤالا: ولماذا كل هذا العنت؟ ولماذا كل هذه المداورة؟ وهذا الالتفاف؟ الذي لا جدوى منه وكأنه نوع من العبث اللغوي لا أكثر ولا أقل حينها ابتسمت مراراً للفعل ولردة الفعل فنحن ولله الحمد والمنة على أتم الاستعداد للمجادلة والرفض منذ اللحظة الأولى التي ندرك فيها بوعينا الذي نملكه أننا وصلنا إلى الحقيقة المبتغاة مع أن هذا يمثل استعجالاً ممقوتاً يودي بصاحبه إلى العراء ليقف وحيدا تحت الشمس الحارقة..والغبارالذي يغير الملامح والأصوات والنوايا.. صوت من هناك يقول وبهمس محبب :"تراك طولتها وهي قصيرة"التفت اليكم أيها القراء "العسل"وهززت رأسي قليلاً كان بودي أن أدخل لعبة مديح "الصديق" على ما بدأت به للتو لكن صبركم البخيل قلب لعبة الكلمات وكأن أصابعكم الناحلة ترغب في أن نقلب الصفحة سويا..لا أدري لماذا يأتي الأصدقاء والأحبة معاً منهم من يعود من هناك حيث لا يمكنه الوصول ولكن الوصول إليه متاح وبنهاية مفتوحة على كل الاحتمالات. في مديح الأصدقاء تسقط كل عبارات الكذب والادعاء ، والرياء لم يعد مديحا لكنه أقرب للنشيج في هذا اليوم كان عبدالعزيز مشري يضحك من كل قلبه لبقائنا دون فرح..دون انتشاء..دون مخاتلة للمصير الذي يتربص بنا ولا نضحك عليه..دون عناء من داخل القلب بعد أن هاجمتنا الأناشيد هي الوجوه التي تأتي إليك في وقت واحد ربما وأنت تخرج منهم وتحس بحزن لاذع يصعد لتتوارى دون أن تقول لهم وداعاً أو أن تدخل إليهم وتعانقهم دون أن تبوح بكلمة أو سلام. لماذا في يوم واحد يحتشد كل الأصدقاء وكأنه يوم عيد الأصدقاء ، هل هي الصدفة البحتة أم أن هناك زمناً صادقاً يجمع كل من نحب في يوم واحد ، في ليلة واحدة؟ هل سقط من حساب البروج برج واحد اسمه برج الأصدقاء ليظل يمخر عباب الناس عبر أبراجهم المختلفة لكن له سبيل لا يصل.. وطريق لا ينتهي؟ في يوم واحد كان برج الأصدقاء يضيء القلب.. يرج الذاكرة .. يدفئ الحنايا التي امتلأت بالذكريات..في يوم واحد كان برج الأصدقاء يرمم ما أسقطه الغبار على الوجوه التي تحب بعضها..هو زمن أن تكون نقيا وصادقا وتملك قليلا من "خبال" وكأن ذلك يداوي جراح الزمن العابرة .. أيها الأحباب اشتقت منذ زمن طويل لأنْ أكون شاعرا لأكتب مديح الأصدقاء وسلامتكم..