طالب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس خلال لقائه وفداً اميركياً بغزة، بفتح حوار مباشر مع الإدارة الأميركية وصولاً إلى حالة انفتاح مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورفع "الفيتو" الأميركي عن المصالحة الفلسطينية. وقال وكيل وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة المقالة أحمد يوسف خلال مؤتمر صحافي بمشاركة الوفد الأميركي في قطاع غزة، عقب اللقاء مع هنية أول من أمس إن الأخير طالب الإدارة الأميركية من خلال رسائل بفتح حوار بين المجتمع الأميركي والإدارة الأميركية من جهة والحكومة في غزة من جهة أخرى. وأشار إلى أن الرسالة التي بعث بها هنية إلى الإدارة الأميركية، شددت على ضرورة بذل واشنطن والمجتمع الدولي جهدا حقيقيا "لأن المشكلة الأساسية هي الاحتلال". وقال إن الحكومة طالبت بضرورة رفع الإدارة الأميركية يدها عن الأطراف التي تُشارك في المصالحة الفلسطينية حتى تتحقق وننتقل إلى الخطوات اللاحقة في كيفية إنهاء الانقسام التي طرحت في مصر. وجدد يوسف موقف حكومته المؤيد لإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، وقال "نحن لا نُعارض قيام دولة على حدود 67 تكون القدس عاصمة لها، ولا نعارض أي جهد عربي أو فلسطيني أو دولي من أجل قيام هذه الدولة". وأكدَّ أن حكومته "تؤيد السلام العادل في المنطقة الذي يسترجع من خلاله الشعب الفلسطيني حقوقه" مضيفاً أنها "تتطلع إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بإقامة دولة فلسطينية خالية من المستعمرات، وإزالة الجدار العنصري، والإفراج عن الأسرى من السجون الإسرائيلية وتحقيق حق العودة"، واعتبر أن اتفاق "أوسلو" لم يقدم شيئاً حتى هذه اللحظة. وأشار إلى أن الوفد حمل رسالة من هنية إلى حركة "فتح" ومصر مفادها "أننا مع شراكة بين فتح وحماس يتحقق فيها جهد الجميع وعطايا الجميع". بدوره، بين رئيس الوفد الأميركي السفير ديفيد نيوتن، أن رحلته تسعى إلى تحقيق توازن في السياسة تجاه المنطقة "لأن سمعة أميركا تأثرت كثيراً في المنطقة"، مضيفاً "نحن معنيون بوضع ضوابط وقيم ومعالم لسياسة أميركية أكثر توازناً تجاه المنطقة وشعوبها". وبين أن تحرك الوفد جاء للحفاظ على مصالح وقيم الإدارة الأميركية، منوهاً إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى توطين تلك المفاهيم ونقل التصورات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن " غزة المحطة الأهم في إطار الجولة التي نقوم بها، وصورة غزة غير واضحة على الساحة الدولية والأميركية وهي صورة مشوهة كثيراً". وأوضح أن الشعب الأميركي لا يعرف حقيقية ما يجري في غزة وصورة المعاناة التي يعيشها سكان القطاع، مشيراً إلى أن الوفد معني بزيارة غزة لمشاهدة ما يجري في غزة لنقل الصورة إلى أعضاء الكونغرس الأميركي. وكان الوفد الأميركي من مجلس المصلحة الوطنية وصل قطاع غزة الجمعة ، في جولة لتقصي الحقائق وتقديم تقرير سياسي وإنساني لواشنطن بعد جولته في المنطقة التي تشمل مصر والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر.