** إذا كان صحيحاً ما نشر في أحدى الإصدارات المحلية مؤخراً.. بأن عدد المخالفات المرورية السنوية بلغ (9) ملايين مخالفة.. وان هناك (18) حالة وفاة يومياً.. وان اجمالي عدد الحوادث المرورية في العام الماضي بلغ (485.931) حادثاً .. وان عدد الوفيات خلال نفس العام قدر ب (6142) حالة وفاة.. ** إذا كانت هذه الاحصاءات صحيحة.. فإن لدينا – في الحقيقة – مشكلة كبيرة.. ليس فقط في السلوكيات المرورية.. وإنما في (التفكير) بشكل عام.. ** وسواء كان المتسببون في هذا الكم الهائل من الحوادث المرورية مواطنين أو كانوا مقيمين ووافدين.. فإن الأمر يتطلب أكثر من (نظام ساهر الالكتروني) الذي شرع في تنفيذه.. ** نعم .. نحن بحاجة إلى نظام يضرب بيد من حديد على يد كل من يجلس خلف مقود السيارة.. ويتسبب في ارتكاب هذا العدد المهول من الحوادث .. يقتل الأبرياء.. ويتعدى على أرواح الناس.. فييتم المئات.. ويحرم الآلاف من وظائفهم.. ويعطل قدراتهم على العمل والاسترزاق.. ويقضي على مستقبل الصغار منهم.. ويحرم الاطفال من أمهاتهم.. والآباء من فلذات أكبادهم.. ** ذلك ان نظام ساهر الالكتروني – على اهميته وضرورته وحاجتنا الماسة اليه – الا انه يُمكننا فقط من رصد تلك المخالفات .. وضبط الحوادث.. وملاحقة الجناة والخطائين بصورة أدق.. وأسرع.. وأوسع.. لكنه لن يوقف هذا العبث بأرواح الناس.. ولن يخفف من حدة المأساة .. لاسيما وأن (كاميرات النظام) الراصدة غير ظاهرة.. وتجاوزات هؤلاء العابثين لايمكن ان يوقفها الا أشد أنواع العقاب واقساها.. ** وعندما اقول العقاب هنا.. ** فإنني لا أقصد السجن.. أو التوقيف بأي حال من الأحوال.. ** وانما أقصد به التدرج الحازم والحاسم بين تغريم مرتكب المخالفة مادياً.. وبمبالغ عالية.. تتضاعف مع تكرار كل مخالفة إلى ان تصل إلى ارقام خيالية.. بحيث تجعل الجميع يفكر ألف مرة.. قبل ان يقطع اشارة.. أو يتجاوز خطوط السير الحمراء.. أو إشارات التوقف الاجباري.. او يخبط سيارة مجاورة.. ** اما بالنسبة للحوادث التي تؤدي إلى الاصابات المختلفة.. فإن تحمل المتسبب فيها تكاليف العلاج.. وكذلك تحمل تبعات البطالة أو التوقف عن العمل أو الدراسة أو النشاط.. وإلزامه بأعلى التعويضات المجزية عن أي تلفيات أو اضرار.. أو اعاقات.. ** هذه العقوبات وغيرها.. اذا رفعت إلى أعلى المستويات فإنها سوف تساهم في الحد من الحوادث المميتة.. لاسيما اذا هي اقترنت أو انتهت بسحب الرخصة من قائد المركبة وحرمانه من القيادة لعدة سنوات تبعاً لعدد مرات المخالفة التي ارتكبها.. ** لقد أفزعتني تلك الأرقام.. ** ولا أستبعد ان تتضاعف وتزداد في ظل غياب الانظمة الشديدة والرادعة .. ** وليت جهات الاختصاص تعمد إلى ذلك.. فترتاح هي .. ويرتاح الناس.. ويأمنون على أرواحهم.. ** كما ان اشتمال نظام كهذا على تصنيف انواع السيارات وتحديد أعمارها.. وخطوط مساراتها.. ومنع بعضها من الدخول إلى المدن.. أو الاستخدام في الأزقة والاحياء الضيقة أو المكتظة.. وكذلك منع استعمال السيارات الخربة وملاحظة وتوقيف الكثير منها لما تسببه من مشاكل بيئية.. أو ضجيج متعب.. أو حوادث مخيفة تعودنا ان نراها في كل شوارعنا.. وبالذات من قبل آلاف الوافدين من العمالة البسيطة التي تستخدم هذا النوع الرديء من الناقلات وتتسبب في الكثير من المشاكل والاخطار بقيادتها لها .. وكثير منهم لا يملك لا رخصة قيادة .. ولا فيزا عمل.. ولا نعرف كيف جاء.. ولا من أين جاء.. ولا لحساب من يتحرك؟ ** اما بالنسبة لقضية التفكير.. ** فإن ادبيات السير.. واحترام النظام.. وكذلك احترام حقوق الانسان الآخر.. كلها غائبة عن مناهجنا الدراسية.. وضعيفة ومتواضعة التأثير في وسائلنا الإعلامية.. ويتم التغاضي عنها من قبل رجال المرور كثيراً.. وفي ذلك تشجيع لاستمرار الاخطاء وتعاظمها مهما بلغت مجتمعاتنا من درجة (التحضر) والتقدم المادي.. ومهما ارتفع مستوى المعيشة بالنسبة لنا.. ** وما نتمناه هو ان نعير هذه الأمور اهتماماً كبيراً.. لما لذلك من ارتباط بثقافة المجتمع.. وتحولاته.. وإلا فإن خسارة مجتمعنا ستفوق ال (13) مليار ريال التي تتسبب فيها الحوادث المرورية سنوياً *** ضمير مستتر: **(لاشيء يحدُّ من الخطيئة.. أقوى من الوعي.. وتحضُّر التفكير.. ولا شيء يشجع عليها مثل غياب العقوبة.. وتراخيها).