حدثتني إحدى الزميلات وهي في غاية الغضب والاندهاش مما حصل لها ومعها في احد المستشفيات الحكومية، حيث كانت قد ذهبت للعلاج اثر معاناتها من عارض صحي بسيط وعندما دخلت على الطبيب، تركها تتحدث لدقيقة ونصف، ومن ثم كتب لها الوصفة بسرعة البرق ومن غير (نفس). وعندما همت بالخروج من العيادة خاطبها ذلك الطبيب قائلاً لها: نسيت أن أخبرك بأن حالتك تستدعي متابعة مكثفة وعناية أفضل وإلا تفاقمت المشكلة وعندما رأى علامات الخوف والقلق في عينيها، أشار عليها بالتوجه لأحد المستوصفات الخاصة المعروفة من أجل مزيد من الكشف والرعاية، وغيرها من مبالغات اخرجت تلك المسكينة من العيادة وفي رأسها ألف وهم، ووهم، والخوف يتملكها على صحتها وعبارات ذلك الطبيب ترن في أذنها. وفعلاً توجهت للعيادة التي ذكرها لها الطبيب، وبعد فحوصات كثيرة لا داعي لها ومواعيد استنزفت نصف ميزانيتها ووقتها ووساوس وأوهام سبقتها تبين ان ما بها لم يكن سوى عارض بسيط لم يستدع مطلقاً كل تلك الاجراءات؟! وحينما ناقشت الطبيبة عن تلك الفحوصات والفاتورة الباهظة والفحوصات المكلفة.. نظرت إليها الطبيبة، بابتسامة باهتة قائلة: لابد من هذه الفحوصات للاطمئنمان على صحتك الغالية؟!! (ومش مهم الفلوس اللي راحت المهم صحتك). والأدهى والأمر انها اكتشفت في النهاية أن تلك العيادة الخاصة التي توجهت إليها كانت مملوكة لأحد أقارب ذلك الطبيب الذي نصحها بالتوجه لتلك العيادة؟!! وهو شريك بها عن طريق شخص آخر وله نسبة من الأرباح؟!! هذا ما حصل مع زميلتي وليست هي الوحيدة، بل هناك غيرها الكثير من المرضى والمراجعين للمستشفيات، والذين يقعون تحت براثن (بعض) أطباء كل همهم الكسب المادي والمتاجرة بآلامهم وغرس الأوهام المرضية في نفوسهم..والمبالغة في تشخيص وتهويل المرض.. الذي لا يستدعي ذلك التهويل! هذا عدا التشخيص الخاطئ والمتسرع، والأخطاء الطبية القاتلة، والتي لا حسيب ولا رقيب عليها! وعدم اعطاء فرصة للمريض لشرح ووصف حالته المرضية وما يعتريه بدقة.. ولكم أن تحسبوا وتضبطوا ساعاتكم عند دخولكم غرفة الكشف لتروا كيف أن شريحة من الأطباء، لا يتجاوز بقاء المريض في عيادته أكثر من ثلاث أو أربع دقائق شاملة هذا عدا أن بعض الأطباء لا ينظر حتى في وجه مريضه اثناء حديثه معه وإن نظر فبنظرة تعلوها تقطيبة وتملل! وما دروا أن ابتسامة حانية من طبيب لمريض، تخفف عنه آلاماً كامنة وترفع معنويات منهكة! ما الفائدة من طبيب يعالج الجسد، ويوهن النفس بقسوته.. وبرودة عواطفه! العلاج العاطفي والكلمات الحانيات الرقيقات من الطبيب لمريضه تعني له الكثير فلا تبخلوا بها أيها الأطباء.. فهي لن تكلفكم الكثير اعتبروها وصفة اضافية حانية مجانية! ويا قلب لا تحزن... آخر الأحزان ما كنت أحسب ذات يوم أنني سأصير أغنيةً بغير معاني! ما كنت أحسب ذات يوم أنني سأصير إنساناً بلا إنسان!