اعتاد الناس قديما على اختصار " لغة البرقيات " عند تواصلهم لمواضيع اجتماعية أو مالية أو سفر أو قدوم . والاختصار المبالغ فيه كان توفيرا للدراهم ، لأن مأمور البرقية يحاسب العميل بعدّ الكلمات فالواو كلمة ، و"من " كلمة وهكذا . كان المسافر من بلدة إلى أخرى داخل المملكة يبرق إلى أهله بوصوله الديرة المقصودة بأن يكتب ، مثلا ، طبينا مكة . أو نطبّ .. ! عليكم يوم الاثنين . بعد البرقيات جاء التلكس الذي يتوخى المرسل فيه اختصار الجمل ، لأنه هو الآخر يحسب الحروف بواسطة ذلك الشريط المخرّم . وفي لغة البرقيات أستصعب شخصيا استعمال المجاز أو الاستعارة ، أو المفردات ذوات المعنى القريب والمعنى البعيد والمعنى المزدوج . لكونها مصدر إرباك وتشوّش . وأذكر تجربة واجهناها في مجلس التعاون في العام 1981 ، وكنتُ آنذاك مديرا للترجمة،فالسيد عبدالله يعقوب بشارة ، أول أمين عام للمجلس ، وهو بارع في العلاقات العامة ، وبكثرة استعماله للعبارات الاصطلاحية كان في نيويورك في رحلة عمل . وبُعيد حدوث أعمال الشغب في مكة المكرّمة ، والذي قام به مجموعة من الإيرانيين ، استلمت الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض تلكسا من الأمين العام بشارة يقول فيه : I need the haj power to convince friends to let me leave وترجمة الجملة : أحتاج إلى صبر (أو قوّة) الحاج لإقناع الأصحاب بتركي أُغادر . بما يعني باختصار أن وصولي إلى الرياض سيتأخر . تحوّل التلكس إلى جهة تنفيذية قبل أن يمر علينا في الترجمة فظنوا أن الأمين في أمريكا يطلب معلومات (أو كل ما رُصد من أخبار) عن الشغب في مكةالمكرمة ، فأجمعوا أمرهم مبادرين إلى أعداد الصحافة لجمعها وإرسالها – على وجه السرعة – إلى أمريكا(حتى الفاكس لم يكن مُتاحا آنذاك) . مرّ علينا التلكس / المشكلة ، في قسم الترجمة ، أخيرا ، فكتبنا عليه " معالي الأمين يقول إنني عاجز عن إقناع " الربع " في مندوبية الكويت في الأممالمتحدة بتركي أسافر .. لذا سوف أتأخّر . ووضعتُ بين قوسين : الّربعْ " لزّموا علي بالبقاء فترة " وصعُب عليّ إقناعهم .