نجحت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم) بمنطقة جازان صباح أمس الأحد في إسدال الستار على الفصل الأخير من المعاناة الإنسانية لأسرة السجين السعودي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في الشهر الماضي بصورة طبيعية بشعبة السجن العام بعد أن تعثرت محاولات الأسرة في الحصول على سكن مناسب في ظل الارتفاع القياسي في إيجار العقارات وإصرار ملاك الوحدات على تقاضي دفعة مقدمة وهو ما يفوق الإمكانيات المادية المتواضعة لأبناء وبنات السجين الراحل ووالدتهم التي تكدح من اجل إعالتهم بمرتب شهري مقداره ألف وخمسمئة ريال. وقد أثمرت جهود اللجنة أخيراً في تدبير شقة سكنية ملائمة بحي المطار بمدينة جازان والمبادرة بدفع المقدم المطلوب في حين أبدى فاعل خير استعداده بتسديد جزء من الإيجار شهرياً تفاعلاً مع الأوضاع المعيشية والاجتماعية لهذه الأسرة مما حقق الاستقرار النفسي لأفرادها، وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لمتابعة اللجنة الحثيثة لمأساة هذه الأسرة منذ اللحظات الأولى لوفاة والدهم ومواساتهم في مصابهم وتقديم المساعدات المالية والعينية كما ساهمت اللجنة قبل أسبوعين في إنقاذ الابنة الكبرى (خيرية) من شبح السجن المحقق على خلفية مطالبة زوجها السابق باسترداد قيمة مهرها تمهيداً لحصولها على حريتها المؤجلة منذ سنة ونصف تقريباً مما رسم ملامح الفرح على وجه الفتاة ووالدتها وأخواتها ابتهاجاً بهذه النهاية السعيدة. وقد أبدت السيدة (أم خيرية) أثناء تسلمها عقد إيجار الشقة عن ارتياحها البالغ وامتنانها للاهتمام والمشاركة الوجدانية التي حظيت بها الأسرة من قبل رئيس لجنة رعاية السجناء الأستاذ علي بن موسى زعلة مما خفف من أحزانهم وأشعرهم بأن الدنيا ما زالت بخير منوهة بتواصل رئيسة القسم النسائي الأستاذة عائشة بنت شاكر الزكري وحضورها مراسم العزاء ونقلها لتفاصيل معاناتهم للجنة مما ساهم بانفراج محنتهم سريعاً.