من الذي صوّر تلك اللقطات لهجوم الطائرات المدنيّة على برجيّ التجارة العالمي يوم 11سبتمبر، الحدث الذي عطف مسيرة التاريخ الحديث ؟؟ تخيّلوا لو لم يكن الحدث منقولاً على الهواء، هل كنّا سنصدق الحكاية من أساسها ؟؟ إذاً هي عبقرية الصورة وأهميتها في حياتنا والتاريخ يُثبت ذلك، سأتناول ثلاثة أحداث أخرى أحدها مسرحهُ الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما الآخر فقد وقع في دبي والثالث في حائل شمال المملكة. بعد حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي جون.ف. كيندي عام 1963م كثر اللغط والتخمين عمن قتله وهل كانت الرصاصة التي أطلقها القنّاص هي الوحيدة التي قتلت الرئيس أم كان هناك أكثر من رصاصة من أكثر من بندقيّة ؟؟ هو لُغز فكّت شفرته لقطات من فيلمٍ صوّره رجل اسمه أبراهام زابرودور من سُكاّن دالاس، كان قد قرر تصوير الموكب الرئاسي بكاميرته السينمائية الصغيرة وبالفعل صور حادث الاغتيال من زاوية أُخرى مختلفة عن المشاهد التي رآها مئات الملايين من الناس والتي نقلتها محطات التلفزة ، فيلم صاحبنا صادرته وكالة التحقيقات الأمريكية (FBI) وعكفوا على تحليله ثم اختفى الفيلم لمدة أربعة أعوام وبقي اللغز مُختفياً في لقطاتٍ تم منتجتها قد تكون المفتاح الرئيس للاستدلال على القاتل الحقيقي. حادثة قتل القيادي الفلسطيني محمود المبحوح في أحد فنادق دبي لم تكن لأجهزة الأمن هُناك القدرة على اكتشاف مرتكبيها لولا عشرات اللقطات التي اُجتزئتْ بعناية من أشرطة المراقبة الأمنية سواء في المطار أو الفندق ومن ثم مقارنة أشكال الفاعلين وصورهم تلك التي خزّنتها الأجهزة الحاسوبية لحظة دخولهم للبلاد ومن ثم تحركاتهم داخل الفندق وفي ممرات غُرف النزلاء. أما محليّاً فهل كان بإمكان المجتمع معرفة فعل شباب حائل الشجعان حين جازفوا بأرواحهم لإنقاذ تلك المرأة التي جرفتها السيول وكادت أن توشك على الغرق لولا تلك اللقطات التي صورها هواة بكاميرا الهاتف الجوال وتم تداولها في المواقع على شبكة الانترنت وخصوصاً في الموقع الشهير ( You Tube) لتصل بعد ذلك للملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أمر بتكريمهم على أعلى مستوى؟؟ أعتقد بأن أولئك الشباب لا زالوا يحمدون للكاميرا كرمها إذ أتاهم المجد من حيثُ لا يحتسبون. قطعاً ستكون حياتنا بدائية جدّاً لو كُنّا استمعنا لمن قال بتحريم التصوير .