ترصد لقطات مشوشة امرأة ترتدي قبعة كبيرة، وقد غطت ملامح وجهها بنظارة شمسية سوداء كبيرة، وهي تقترب من قسم المواد الغذائية المجمدة في سوبرماركت، وتنظر خلسة قبل أن تلتقط ما يبدو كعبوة (بازلاء) مجمدة. هل هي متسوقة بسيطة تلهث خلف منتجات رخيصة الثمن؟.. لا.. بل هي ممثلة في مشهد من دعاية تجارية جديدة في إسرائيل، مستوحاة من قصة ربما أكثر خطورة. إنها مقتبسة من فيديو كاميرات المراقبة الأمنية، التي أظهرت الجناة المشتبهين في اغتيال القيادي في حماس، محمود المبحوح، أثناء مراقبته وقبل الإجهاز عليه في إمارة دبي، في يناير (كانون الثاني) الماضي. وتندر سيفي شاكيد، مدير شركة الإعلانات التي تصور الدعاية لصالح لسلسلة متاجر «محسني كيمة حينام» على الأمر برمته قائلا: «ندعوها عملية اغتيال الأسعار». وأردف: «نصور كل الدعاية عبر الكاميرات الأمنية الموزعة في السوبرماركت». ويبدو الممثلون في الإعلان الدعائي وهم يرتدون ملابس كتلك التي ظهر بها الجناة المشتبه بهم في كاميرات الفيديو الأمنية التي بثتها شرطة دبي عند الكشف عن ملابسات الجريمة. وأوضحت السلطات الأمنية في دبي أن الكاميرات الموزعة في أنحاء الإمارة كافة، أظهرت الجناة وهم يرصدون ويتابعون تحركات المبحوح داخل الفندق الذي اغتيل فيه. وفيما تتهم دبي إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال المبحوح، رأى الإسرائيليون، بخبث تجاري، في تلك المشاهد فرصا للاستثمار. وقال يوشيه ميمون، مدير سلسلة السوبرماركت، التي تصور الدعاية لصالحها: «هدفنا رفع المبيعات جراء الأسعار الممتازة، ورسم البسمة على وجوه العملاء». وبدوره أضاف صاحب السوبرماركت، آدي زيم: «آمل أنهم سوف يباشرون شراء منتجاتنا في دبي أيضاً». ولا تكتمل المحاكاة الساخرة لفيديو الكاميرات الأمنية دون ظهور رجلين يرتديان زي لاعبي التنس اللذين ركبا المصعد مع المبحوح لمعرفة رقم غرفته، ففي الفيلم الدعائي يظهر رجل يرتدي ملابس رياضية وهو يضع مضرب تنس على كتفه وهو يتفحص المنتجات الغذائية المجمدة. ولا يتوقع أن يلاقي الإعلان الدعائي الساخر الترحيب في كل من غزة أو إمارة دبي، إلا أنه، وقطعا، سيقابل بابتسامة في إسرائيل، حيث شاع زي لاعبي التنس أثناء الاحتفال بعيد المساخر «البوريم» اليهودي أخيرا.