شهر العسل هو الفترة الزمنية التي يقضيها عريسان بعد إتمام مراسم الزواج، وسكنهم في بيت واحد، ومدتها شهر،تلقب بشهر العسل بسبب أن كلا منهما يتفرغ لفهم الآخر والغوص إلى أعماقه لمعرفة طباعه ووعيه وأسلوب تفكيره ، وكيفية قضاء شهر العسل تختلف باختلاف الناس وإمكاناتهم المادية، فمنهم من يقضيه في إحدى المدن السياحية في المملكة ومنهم من يختارمكانا في الخارج، المهم وجود شهرعسل في هذا المقام. "الرياض" التقت الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، والمتزوجين، وسألتهم ماذا يعني لهم شهر العسل؟ من أجل الوقوف على حقيقة مدى استيعابنا لما نمارسه، وأشاروا إلى نقطة هامة وهي أننا نتعامل مع كثير من الأشياء التي لا نعرف منها سوى مسمياتها، ونترك اكتشاف تفاصيلها للصدف والأيام. اختيار المكان في البداية ذكرت السيدة "منال" متزوجة من عامين، قائلة: إن شهرالعسل أسوأ فترة في زواجها، حيث قضت منه أسبوعين فقط في إحدى المدن الساحلية لإحدى الدول العربية، وكان زوجها قد خطط للسفر لجهة أخرى غيرأن خوفها من الطيران منعها من التحليق لساعات طويلة، فحولا وجهتهما لدولة عربية تبعد حوالي ساعتين ونصف من مقر إقامتها، مضيفة: أنا لا أعرف زوجي من قبل ولم أره إلا الرؤية الشرعية، ولم أحدثه حتى عبر الهاتف، فبدأت معرفتي به من ليلة الزواج، وبعد زواجنا بأربعة أيام سافرنا، وكنت أشعر أنه عصبي فمن مواقف بسيطة يثور ويغضب، ولكني لم أر هذا الغضب واضحاً جلياً إلا في شهر العسل، فعندما تعرض لعدة مواقف من أهل البلد أخذ يحملني مسؤولية الاختيار ، فكنت في رأيه سبب ما يقع فيه، فلو أننا سافرنا لما خطط له في البداية لما تعرضنا لكل هذه المشاكل، مما جعلني أبكي وأندب حظي على هذا الزواج وشعرت أننا لن نستمر فكيف لي أن أعيش مع شخص بكل هذه العصبية، وتحول أسبوعا العسل لأسبوعي شجار وخلاف ونواح. وأضافت أصبحت أستعجل عودتنا حيث قررت داخل نفسي الانفصال بمجرد رجوعنا إلى المملكة، وأبلغت أمي بذلك مما أفزعها وطلبت مني التعجيل بالعودة، وأن لا أتخذ قرارا وأتحدث به، فقد اكتشفت أن من الخطأ ذهابنا ونحن لا نعرف طباع بعض، وأن الفترة الأولى من الزواج يجب أن نكون بين أهلنا حتى إذا وقع خلاف، هناك من يتدخل ويصلح الوضع، بعكس لو كنا لوحدنا فقد يتمسك كل منا برأيه فتكبر المشكلة، ظننت أن شهرالعسل مثل اسمه كله "هناء وسعادة" إلا أن تجربتي غريبة ومازلت مع زوجي. ممنوع كلمة "لا" أوضحت السيدة "نورة" أن شهر العسل من أفضل فترات زواجها على الإطلاق، فقد كان زوجها إنسانا آخر، مؤكدة أن شهر العسل هو شهر عنوانه الحب، والود، واللين، والكلمات الجميلة التي تنبعث بسبب الأماكن الساحرة التي يذهب إليها العروسان، لذا عليهما أن يختارا الطبيعة فهي تساعد على التحفيز، وتأجيج مشاعرالحب فيما بينهما، فهكذا شهرالعسل في نظرها هو شهر جميل، وعذب بين الزوجين، ولا أحد يتجرأ ليقول للآخر كلمة "لا"، بل بالعكس كل الطلبات من الطرفين مستجابة، والابتسامة والمرح هما الأساس حتى لو واجه العرسان بعض المنغصات، مضيفة: أنها تمنت أن يكون العمر كله شهر عسل، شريطة أن يبقى زوجها على هذا الحال، لذا أنصح كل فتاة مقبلة على الزواج أن تتمسك بقضاء شهر العسل، فقد يكون هو الشهر الوحيد الذي تستمع فيه مع زوجها. عرسان لحظة زفافهم الإفلاس! أكد السيد "عبدالله" أن شهر العسل هو شهر الإفلاس للرجل، ففيه يحاول العريس أن يظهر بأحسن صورة فلا يرفض للعروس أي طلب مهما كان هذا الطلب، لذا فهي تستغل هذا الأمر جيداً، موضحاً أنه لا يفهم حقيقة "شهر العسل" فكل ما يعرفه أن هناك ظاهرة، ويجب على كل المتزوجين أن يسافروا خارج مدينتهم ليقضوا معاً وقتاً ممتعاً، والواقع حسب ما رأيته وسمعته ممن حولي من الشباب أن هذا الشهر شهرالاستنزاف للأموال، وعن تجربته يقول: لقد سافرت مع زوجتي بعدما أصبحنا أزواجا وليس عرسانا! فكانت رحلة أجمل بكثير من التي قضيناها ونحن عرسان، لأننا في هذه المرحلة أصبحنا نعرف بعضنا جيداً، ويعرف كلً منا ماذا يحب وماذا يكره، وإلى أي الأماكن نذهب، والأهم أنه ذهب الخجل ، وأصبحنا نراعي ظروف بعضنا. العسل بعد 6 أشهر ويرى الشاب "سعد" أحد المقبلين على الزواج، أن شهر العسل يختلف مفهومه وسلوكه حسب الدول، وحسب عاداتها وتقاليده، فشهر العسل في الدول المفتوحة يتعرف الطرفان على بعضهما قبل الزواج، وبذلك يستطيعان تحديد شهرالعسل بكافة تفاصيله قبل مراسم الزواج، ويختلف هذا الأمر إذا كانت الزوجة باختيارالأم أوالشقيقات، حيث يكون هذا الشهرعبارة عن فترة اكتشاف كل طرف للأخر، مما يجعله فترة تعرف على شخص وليس على مكان، وتكون الصدمة عندما تكتشف أن هناك اختلافا كبيرا بينك وبين من سافرت معه لقضاء فترة يعتبرها العالم من أجمل فترات الحياة، أظن أني لن أقوم بشهر العسل إلا بعد مضي ستة أشهر من زواجي، والآن أنا بصدد الزواج، وقد تكفلت والدتي بالبحث عن عروس منذ فترة، وأخبرتها أن تبلغ العروس أنه لن نقوم بشهرعسل إلا بعد أن نتعرف جيداً على بعض. تقليد جميل اعتبرت الآنسة "سارة" شهر العسل هو قص شريط بدء الحياة الزوجية، مشيرة إلى أن لديها كمية كبيرة من أسماء المدن والجزر في العالم حتى اختار أين سأذهب لشهر العسل، وعن سؤالنا ماذا يعني لها شهر العسل؟ أجابت لا أعرف تحديداً ولكن هو تقليد جميل، انتشر في مجتمعنا، فلا يوجد أحد أعرفه شخصياً إلا ذهب لقضاء هذا الشهر، وفي الغالب يفضل الزوجان أن تكون مدينة أو دولة لم يسبق الذهاب إليها، فاكتشاف أماكن جميلة مع الشخص الذي ستقضين معه بقية عمرك سيحفر ذكريات جميلة في ذهن الطرفين، وقد تساهم في تخفيف وتيرة الخلافات عندما يتذكرون الأيام السعيدة التي قضوها معاً. لبس الأقنعة! وترى الفتاة "فاتن" أن شهر العسل هو فترة محرجة للطرفين، خاصة إن لم يكونا على معرفة مسبقة ببعضهما، فالسفر له وضعه الخاص، وأظن أن معظم العرسان يلبسون أقنعة خلال هذه الفترة ليظهر كل منهما أنه إنسان متحضر، ويعرف فن "الأتكيت"، ويعرف أبجديات السفر والتنقل، ففي السابق كانت فترة الخطبة هي فترة لبس الأقنعة، أما الآن فقد امتدت لتشمل شهر العسل، ولكن الفرق أن فرصة انكشاف الشخصيات أكبر بكثير بسبب الحياة المستمرة بين الطرفين. عرف سائد بينما السيد "عادل" العائد من شهر العسل منذ ثلاثة أشهر، لا يعرف مفهوم شهرالعسل سوى أنه فترة يقضيها العروسان بعيداً عن أرضهما، وعمن حولهما، سعياً لتقريب المسافات بينهما، وكسر الحواجز، ويقول عن تجربته: كل من حولي كانوا يتعاملون مع موضوع شهرالعسل كأمرحتمي، ولو فكرت في إلغائه سيرى من حولي أنني أقوم بأمر خارج عن المألوف، لذا كان مفروضاً علي لا محالة مثل المهر تماماً، وقد سافرت فعلاً لثلاث دول متجاورة من خلال أحد مكاتب السياحة التي تعد رحلات للعرسان، وبما أني لا أعرف زوجتي ولا أعرف ماذا تحب؟ وماذا تكره؟ قررت أن أكون واضحاً معها فأخبرتها بما أننا لا نعرف بعضنا، فعلينا أن لا ننتقد أي تصرف يصدر من الآخر، فكان الشهر معرفة بعضنا وللتعرف على أماكن لم نرها من قبل ، وكان يداخلني بين فترة وأخرى أن سفري مع أصدقائي أجمل وأمتع. قضاء شهر بعد الزواج مباشرة صار عرفاً سائداً