كشف رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات الدكتور صالح القنباز عن توجه قوي وواضح لدى الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات لعولمة المنشطات بحيث يجد اللاعب الممارس للرياضة في بلده أو خارج بلده إجراءات الرقابة والعقوبات على المنشطات والإجراءات القانونية الموحدة؛ مشيرا إلى أن المنشطات ليست مخدرات؛ بل معظمها أدوية، واللاعب المخطئ لا يدان بجريمة تستدعي السجن؛ بل هي عقوبة رياضة وتتراوح من الإنذار إلى الإيقاف لمدة ثمان سنوات. وانتقد الدكتور القنباز في تصريحات ل "دنيا الرياضة" من يشكك في قدرات المختبرات المعتمدة وقال: "لا يحق للاعبين التشكيك في المختبر؛ بل له حضور الفحص وتفتح أمامه العينة B، ويحق له أن يجري الفحص فريق آخر في المختبر ذاته، ولكن لا يحق له نقلها لمختبر آخر، وهو ما أكده أخيرا مدير عام الوكالة الدولية "وادا" ديفيد هوفمان، ولكن يحق للمختبرات المعتمدة التعاون فيما بينها بشأن التحاليل، ولكن قبل إصدار شهادات النتائج التي ترسل إلى اللجان الوطنية صاحبة العينة". وبين الدكتور القنباز أنه لا يوجد مبرر للتوسع في رفع عدد العينات المفحوصة في السعودية، وذكر في هذا الصدد أن الهدف حد أقصى فحص 30 بالمئة من الرياضيين وبشكل عشوائي، وهو المطبق في دول العالم، ويتم ذلك بموجب برنامج وطني يشمل جميع الرياضات، وقال: "المختبرات التي تفحص عينات المنشطات هي من أشد الأنظمة في العالم، ونتيجة إيجابية واحدة بالخطأ قد تسحب الاعتراف من المختبر، ويوجد 35 مختبرا معترفا به من قبل الوكالة الدولية، وتخضع لبرنامج اعتراف سنوي شديد؛ إضافة الى أن كثيراً من دول العالم ترسل عينات بطريقة سرية لتلك المختبرات لمعرفة قدرتها على التحليل الدقيق". وأوضح: "منذ عام 2006م وهي بداية البرنامج الوطني لمراقبة المنشطات، وحتى 2009 م تم ضبط 19 رياضيا أوقفوا في رياضات رفع الأثقال وكرة اليد وألعاب القوى والقدم وكرة السلة، وعند مقارنة الأعداد التي فحصت والبالغة 700 عينة مع الأعداد الإيجابية نجد أنها لا تتعدى ثلاثة في المئة، وتكلفة العينة تتراوح من 2500 إلى 3000 ريال". وأضاف: "نوفر للاعبين الحماية عند وقوع الخطأ من الآخرين في حال وجود ادعاء غير صحيح، وكذلك نحميهم من أنفسهم ونسعى لإيجاد منافسة شريفة ورياضة خالية من المنشطات ". سنطلق برنامجاً وطنياً للفحص خارج المباريات و(وادا) سترفض إنشاء مختبر في السعودية!! وتابع: "نحن ملزمون إلزاما قانونيا أمام الدولة والحكومات الأخرى أن نتبنى برامجا لمكافحة المنشطات، وأن نحارب كل المواد والأدوية المحظورة، ونعمل بموجب أنظمة واضحة ومعتمدة من الجهات الدولية ومؤيدة بقرارات رسمية من الدولة، ونعمل بشكل قانوني بحت وفق لائحة معتمدة من الوكالة الدولية، والجهات الحكومية المسؤولة عن الرياضة ونعمل على حفظ حقوق الرياضيين". وأشار الدكتور القنباز إلى أن هناك أكثر 200 دولة الآن تطبق برامج لمكافحة المنشطات؛ لافتاً إلى أن وجود مختبر في الدولة يعد ميزة جيدة، ولكن لا يعد شرطاً أساسياً ضمن البرنامج الخاص بالرقابة على المنشطات، وقال: "المختبر الواحد يجب أن يكون لديه حد أدنى من العينات المفحوصة هي ثلاثة آلاف عينة سنوياً؛ لكي يضمن إعادة الاعتراف السنوي، ويجب أن تكون هناك مختبرات لكل مجموعة من الدول لتكون إقليمية، وقد تم التوصل إلى إنشاء مختبر في قطر، ووضع حجر الأساس من أسابيع عدة، وبالتالي لن توافق الوكالة الدولية على إنشاء مختبر آخر بالمنطقة". وحول تدريب الكوادر قال: "تم تدريب كوادر في جدة والطائف والقصيم ومكة المكرمة وأبها والرياض والدمام ونحاول التوسع في بقية المناطق، ويوجد لدينا مجموعة من الشباب السعودي المدرب تدريبا جديدا، وهناك 34 مسؤولاً جمع عينات منهم 14 شخصاً نالوا شهادات من الوكالة الدولية بأنهم مراقبون لمكافحة المنشطات ويستفاد منهم دوليا، والاتحادات الدولية تستعين باللجنة السعودية لتأمين مسؤولي جمع عينات للدول المجاورة؛ إذ أرسلوا إلى الهند ودبي والأردن وقطر وسيشاركون قريبا في سلطنة عمان، وبدأنا في برامج الفحص في كرة القدم منذ ستة شهور فقط، وكان هناك لجنة سابقة في كرة القدم كانت مسؤولة عن هذه المهمة، والفترة الماضية أجرينا توعية لأكثر من 1000 شخص منهم المنتخبات، التي تشارك في مناسبات خارجية، ولدينا 19 رياضيا على المستوى المحلي حتى الآن أصبحوا مدانين بتناول المنشطات، وصدرت بحقهم عقوبات مختلفة المدة (سنة، أو سنتين، أو أربع سنوات) ولا يزال البرنامج الوطني مستمراً". وطالب القنباز الأندية بالتعاون في توعية اللاعبين وقال: "يجب أن تقوم الأندية بدور التوعية للاعبيها، ويمكننا مساعدتها في ذلك ونحن نوعي المنتخبات، وكذلك تم الاجتماع ب 18 مجلس إدارة اتحاد رياضي في مختلف الألعاب حتى الآن؛ لتوضيح اللائحة والنظام والطلبات والتعاون في هذا المجال ومطلوب منهم نقلها للأندية وللاعبين". تغيير المختبر ليس من حق اللاعب ومدير الوكالة الدولية كشف حقيقة الإجراءات وأكد على أن أنجح حملة توعية حدثت هي كشف الحالات الإيجابية وتبنيها بالصحف وأجهزة الإعلام وتسليط الضوء عليها بشكل قوي، وقال: "نحاول إيجاد برنامج وطني يعتمد التركيز على الفحص خارج المباريات، ووجد أن بعض من اللاعبين يتعاطون المنشطات أثناء التدريب ثم يتوقف أسبوعين، أو ثلاثة قبل المباريات؛ لذا وجد برنامج للفحص خارج المباريات، وهي التي تركز عليها اللجان الوطنية، ونطالب الأندية والاتحادات أن تتبنى في كل بطولة ميزانية معينة، ونفحص 20 بالمئة من اللاعبين المشاركين أثناء البطولات، ولاشك أن أكبر نجاح للبرنامج الوطني عندما يمرُّ موسم، ولا تكتشف فيه حالات إيجابية للمنشطات".