من جديد، أنصفت الكرة الهلال والاتحاد، ووضعتهما وجهاً لوجه أمام كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، في نهائي ينتظر أن يكون ختاماً رائعاً لموسم كروي مليء بالتقلبات والأحداث داخل الملعب وخارجه، غير أن الفريقين سيدركان أهمية اللقب الذي سيتسلمه أي منهما من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وسينظر الفريقان إلى ماضيهما مع البطولة حديثة العهد، إذ خسر الهلال فرصة الوصول إلى النهائي في مناسبتين، وتحديداً عندما خسر من الاتحاد في النسخة الأولى ومن الشباب في الموسم الماضي، وكلتا الخسارتين كانت في الدور نصف النهائي. ويبدو أن متابعي الكرة السعودية سيجدون أنفسهم أمام مواجهة من العيار الثقيل على مستوى الحضور الجماهيري، قياساً بنتائج الفريق (الأزرق) اللافتة هذا الموسم، وحرص جماهير الاتحاد على عدم التخلي عن فريقها في أصعب الأوقات، ومراحل الحسم، ما ينبئ بمواجهة جماهيرية من نوع آخر ستشهدها مدرجات استاد الملك فهد في الرياض مساء غد (الجمعة). وأسعد الهلال محبيه هذا الموسم، بحصوله على كأس دوري "زين" للمحترفين قبل نهايته بثلاث مراحل، وانتزاع كأس ولي العهد من قبضة الأهلي ووصوله إلى حاجز ال50 بطولة، مايشكل دافعاً لدى الهلاليين لكسب النزال الكبير، عدا الوقوف على نهائي بطولة الأمير فيصل بن فهد المخصصة للفرق الأولمبية. ويعيش (الزعيم) أفضل فتراته، إن كان على الصعيد الفني أو الإداري والنفسي، بفضل خطة إدارته التي ساهمت بشكل مباشر في وصوله إلى هذه المرحلة، بالإضافة لوجود المدرب البلجيكي اريك غيرتس على رأس الجهاز الفني، وهو المدرب الذي أحدث نقلة نوعية في إدارة الفرق في الجانبين الفني والإداري، حيث ضبط المدرب البلجيكي الصارم الأمور داخل الفريق (الأزرق) وابتكر طريقة هي الأولى في الأندية السعودية، تركزت على تواجد اللاعب في مقر النادي صبيحة كل يوم، وهو ما لم يعتده اللاعب السعودي. وأعاد غيرتس الكرة الممتعة للهلال بعد سنوات عانى فيها من تواجد المدربين العاشقين للتحفظ الدفاعي وهو ما لم يرضِ أنصار الفريق، حتى وهم يحقق البطولات تباعاً. وباستثناء غياب لاعب المحور الدفاعي الروماني ميريل رادوي بداعي حصوله على بطاقتين صفراوين، لن يعاني الهلال من مشاكل فنية، إذ يشكل (المقاتل الروماني) ثقلاً فنياً واضح المعالم في منتصف الميدان بالنسبة للهلال، يقابل ذلك حنق هلالي على الأصعدة كافة تجاه تصرفات زميله لاعب المحور خالد عزيز، الذي عُوقب غير مرة، إزاء تعدد غيابه عن التدريبات بعذر أو بدون. أمام ذلك لن يكون أمام الاتحاد سوى الفوز في اللقاء المرتقب، وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أهمها أن الفريق سينقذ موسمه من النسيان بعد خروجه من الاستحقاقات المحلية والخارجية كافة، وكسر حاجز الحظ العاثر الذي لازم (العميد) في هذه البطولة، إذ خسر الاتحاد اللقاءين النهائيين في النسختين السابقتين، فضلاً عن الفوز على الهلال في مواجهة "الكلاسيكو" وتعديل الكفة بين الفريقين، إثر نجاح الهلال بالتفوق على الاتحاد في دوري "زين" للمحترفين هذا الموسم. ويعاني الاتحاديون من تراكمات فنية وإدارية عدة، إذ لا يبدو حال الفريق (الأصفر) جيداً هذا الموسم، إن كان على الصعيد الفني، بعد إقالة الأرجنتيني غابريال كالديرون، والتعاقد مع ابن جلدته آنزو هيكتور، أو حتى على الصعيد الإداري، إذ يواجه إداريو الفريق انتقادات حادة من المعارضين. ويعوّل الاتحاديون على عناصر الخبرة، وهم قائد الفريق محمد نور وزملاؤه سعود كريري ورضا تكر وصالح الصقري، بالإضافة للاعبين الأجانب الذين ينتظر أن يقدموا كل مالديهم في اللقاء. ولا يعاني الفريق الاتحادي من غيابات بفعل الإيقاف، ما يجعل الخيارات متعددة أمام الأرجنتيني هيكتور الذي نجح في الموسمين الماضيين، برفع كأس البطولة، مع فريقه السابق (الشباب). ويؤمن هيكتور بأهمية إعداد الفريق نفسياً قبل المواجهة، وهو المدرب الذي نجح كثيراً في المهمات التي تسند إليه، وهو ما يسعى إليه قبل "الكلاسيكو" المنتظر، في وقت ينتظر فيه مسيّرو (العميد) وقوف جماهيرهم في الرياض خلف فريقهم ومساعدته في الخروج من الموسم ولو ببطولة واحدة تحفظ ماء وجه الفريق الذي لطالما حقق العديد من البطولات المحلية والخارجية في العقد الأول من الألفية الجديدة.