يأتي انعقاد الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، التي تقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في إطار الاهتمام المتزايد الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية لمشكلة المخدرات التي تستهدف حاضر ومستقبل هذه الأمة، من خلال تدمير طاقات الشباب الذين يشكلون عدة الوطن وثروته التي لا تعادلها ثروة أخرى، وهو الخطر الذي استشعرته القيادة الحكيمة التي جعلت القضاء على هذه الآفة المدمرة في مقدمة أولوياتها، حفاظاً على مستقبل الوطن، وصوناً لثروته البشرية، وسواعده الفتية، وحياة أبنائه الأوفياء الذين يقعون ضحاياً لهذا الخطر الداهم. ولا شك أن الكميات الكبيرة من مختلف أنواع المخدرات التي تقوم الجهات المختصة في المملكة بين وقت وآخر بضبطها، والحيلولة دون تسربها إلى البلاد إنما تعكس حجم المخاطر التي تحدق بالمملكة ، وكم هي مستهدفة في شبابها وفي عقيدتها، وفي سعيها النبيل من أجل إرساء قواعد نهضتها وتقدمها، ويكفي للتدليل على صحة ذلك أنه رغم الجهود المبذولة من وزارة الداخلية لاستئصال هذه الآفة وتجنيب أبناء الوطن ويلاتها ، من خلال الجهود الأمنية والوقائية والعلاجية والتأهيلية، إلا أن التقارير الحديثة تؤكد انتشار تعاطي المخدرات والتعاطي الذي تتعدد أشكاله في المجتمع، حيث ضبطت الأجهزة الأمنية خلال الأعوام الثلاثة 1430،1429،1428 اكثر من 39990 قضية لأكثر من 110441 متهماً في قضايا تهريب الكبتاجون والحشيش والهيروين والقات، وهو ما يكشف حجم الخطر الذي تواجهه المملكة، وقوى الشر التي تتربص بها من كل حدب وصوب. ما يبعث على الطمأنينة والتفاؤل الكبير وسط هذه الأخطار المحدقة بالوطن هو أن القيادة الحكيمة، أيدها الله، والجهات المسؤولة عن مواجهة هذه الآفات المدمرة، إنما تتصدى لخطر المخدرات وقد انتهجت أسلوباً علمياً في التعامل مع الظاهرة، بل إنها استحدثت إلى جانب ذلك أساليب جديدة وغير مسبوقة في المواجهة، بعد أن عجزت الأساليب التقليدية عن كبح جماح القوى الشريرة التي تضمر السوء لوطننا الغالي، فاتسعت نتيجة لذلك دائرة الخطر، وتفاقمت المشاكل الناتجة عن تزايد معدلات التهريب والترويج والتعاطي والإدمان، الأمر الذي تطلب سن التشريعات والنظم الكفيلة بوضع حد للظاهرة والتقليل من آثارها قدر الإمكان، وتدل كل الشواهد والنتائج على نجاح هذا الأسلوب العلمي في هذه المواجهة المصيرية، وهو النجاح الذي يتحقق وينشر راياته، بفضل من الله، في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد. *أكاديمي وإعلامي