لم يخل يوم امس من مفارقات ومواقف متباينة أفرزتها موجة الأمطار الكثيفة التي شهدتها العاصمة (الرياض) حيث أدت كثافة انهمارها الى تعطيل الحركة في اكثر من موقع على امتداد العاصمة وطرقاتها الرئيسية بسبب تكدس المياه وتجمعها تحت الجسور وكذلك الأحياء ما جعل بعض المركبات تعلق في عدد من الأحياء لانغمارها بالماء وتعطيل محركاتها وما فاقم الوضع وزاد من حراجته فضول البعض من المواطنين الذين أعاقوا حركة السير وانسيابيتها بدافع الفضول سيما وان اليوم المطير كان مختلفاً عن أي يوم بسبب حجم الأمطار وقوتها ومفاجأتها لسكان الرياض، سواء في الطرقات او داخل الأحياء، او حتى في منازلهم التي استقبلت عاصفة عنيفة من حبات البرد التي طرقت نوافذ المنازل والمحال، وهو ما دعا أئمة اغلب المساجد المنتشرة في العاصمة الى أداء صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وذلك اقتداءً بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. هطول الأمطار المفاجئ الذي لم تسبقه أي تحذيرات من قبل الجهات المختصة حيث انه حتى الثانية ظهراً من يوم امس ولم تعلن الأرصاد أي معلومة تحذيرية او معلومة تفيد المواطنين عن هذا الهطول لاتخاذ الاحترازات والاحتياطات اللازمة الأمر. ولعل من ابرز المواقف التي صاحبت سقوط الأمطار هو تعطل الحركة وبطئها ان لم يكن شلها في بعض الطرق الرئيسية كالدائري الشرقي والشمالي وطريق الملك فهد وغيره وهو ما تسبب في استغراق العديد من الزملاء في قطع الطريق الى منازلهم، ما لا يقل عن ثلاث ساعات ونصف الساعة فضلاً عن تهشم العديد من اللوحات الإرشادية والضوئية والدعائية وكذلك الأشجار التي لم تصمد امام مد الأمطار وكثافتها. عدد من الزملاء استغرق وصولهم إلى منازلهم أكثر من 3 ساعات ولعل من المؤشرات الايجابية التي كشفتها الأمطار هو تفوق بعض القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة واثبات علو مهنيتها ومتابعتها ورصدها للحدث بشكل ينم عن اقتدار واحترافية لا سيما قناة الإخبارية التي كانت في قلب الحدث رصداً وتحليلاً وبثاً مباشراً ناقلة الصورة بجلاء لمشاهدي هذه القناة المتميزة، وهو تميز لا يقلل من نجاح رصيفاتها من القنوات كالعربية وإلام بي سي، وإذاعة الرياض، وفي المقابل، وبعيداً عن الاعلام الرسمي وايجابياته تجلت في هذا الموقف المصاحب لليوم المطير روح المواطنة والتكاتف ضمن النسيج الاجتماعي المتماسك حيث تطوع عدد كبير من المواطنين في تنظيم حركة السير وفك الاختناقات في بعض الطرق والأحياء في صورة وطنية رائعة تعكس سمو ونبل مواطني هذه البلاد. من جانب آخر اسهمت المشاركة الفاعلة لمرور منطقة الرياض وانتشار دورياتها ومعداتها وكذلك الدفاع المدني بآلياته في مواقع الازدحام والاختناقات الى تسهيل حركة السير والحفاظ على الأرواح والممتلكات، كما انه لا يمكن إغفال دور المتحدث الرسمي وقائد غرفة التحكم والسيطرة بمرور الرياض الرائد ابراهيم ابو شرارة الذي ساهم بتوجيهه المواطنين في عبور الطرق السالكة وهو ما كان سبباً في تجنيب كثير من قائدي المركبات مزالق الطرق وخطورته. جدير بالذكر ان عدداً من المناسبات الرسمية والاجتماعية تم تأجيلها جراء غزارة الأمطار التي عطلت حركة السير وارتأى منظمو تلك اللقاءات تجنيب انفسهم ومن لهم علاقة مغبة المجازفة في هكذا اجواء فيما طالب عدد من المواطنين تأجيل الدراسة خلال هذه الموجة الكثيفة من الأمطار وما سببته من تكدس المياه امام المجمعات والمدارس الحكومية والخاصة بمختلف مناطق العاصمة وذلك تجنيباً لفذات الأكباد مخاطر سلوك الطرق وهي تنغمر مياه وطيناً. الشباب شاركوا في عمليات الإنقاذ ومساعدة المحتجزين