شجعت الأمطار الغزيرة التي هطلت على عدد من مناطق ومحافظات المملكة المتنزهين للخروج الى المناطق البرية، والاستمتاع بالأجواء والمناظر الطبيعية.. وعلى الرغم من الحضور الجماهيري الكبير في هذه المواقع، إلا ان "الوعي البيئي" يعد اهم الخطوات لحماية البيئة من التشويهات المتعمدة من قبل بعض المتنزهين.. وفي مقابل هذا الوعي جاء اهتمام المملكة بالبيئة بانشاء محميات طبيعية للحفاظ على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية، حيث تمثل محمية محازة الصيد ( 180كيلومتراً) شمال شرقي الطائف، وتبلغ مساحتها 2190كيلومتراً مربعاً وهي محاطة بسياج يبلغ محيطه 220كيلومتراً ثاني أكبر محمية طبيعية مسيجة في العالم. وتتراوح نسبة الأمطار في المحمية سنوياً مابين 15- 240ملم والتي عادة ماتهطل بكثافة خلال شهري مارس وابريل من كل عام. وكان الغطاء النباتي في المنطقة على وشك الانقراض، فأصبح بعد الحماية وهطول الأمطار يزخر بنباتات وحشائش موسمية وحوليه تتخللها مجموعات متفرقة من أشجار السمر والسرح، بالإضافة إلى بعض النباتات الصحراوية مثل الرمث والعوسج والثمام. وأنشئت المحمية بهدف إعادة توطين المها العربي، حيث أطلقت 17مهاة في بداية عام 1990م تبعها إضافة مجموعات أخرى صغيرة. وقد تكاثرت هذه الحيوانات بنجاح. كما أعيد توطين غزال الريم فيها خلال عامي 1990و1991م وقد ازدادت أنواع النباتات المسجلة بمحمية محازة الصيد بمحافظة الطائف إلى 176نوعاً، مما ساهم في زيادة التنوع النباتي في هذه المحمية المسيجة بعد أن كان عدد النباتات بها لايتجاوز 75نوعاً قبل تسييجها، ومع ازدهار الغطاء النباتي في محازة الصيد، زادت أعداد الطيور المهاجرة وازداد ثراء المحمية من أنواع مختلفة من الطيور مثل النسور والعقبان والصقور والحدأة التي تمثل أهمية بالغة لتوازن النظام البيئي. ويعد الوضيحي من الحيوانات التي وجدت عناية وبرامج لإكثارها بمحمية محازة الصيد، و(الوضيحي ) هو الاسم الشعبي للمها العربي، وتعتبر شبة الجزيرة العربية وبلاد الشام موطن المها العربي. وقد اكتسب هذا الحيوان اسمه العربي لأن توزيعه الطبيعي يقتصر على هاتين المنطقتين ومن خصائصه وجود قرنين طويلة مدببة وحادة يتراوح طولهما بين 60و 70سنتيمترا، يستخدمهما سلاحاً ضد الأعداء وفي القتال بين الذكور. وكان طائر الحبارى احد أكثر الطيور التي تعلق بها وأحبها الإنسان مهدد بالانقراض ويعزى تناقص أعداد طائر الحبارى في المملكة للصيد الجائر وتدهور بيئاته الطبيعية نتيجة للرعي الجائر والتطور الزراعي وتحول الحبارى من طائر واسع الانتشار والتكاثر في المملكة إلى مجموعات صغيرة متفرقة خاضعة للحماية في محميات، ولحفظ هذا الطائر الصحراوي من الانقراض في المملكة أسس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل مشروع إكثار الحبارى في الأسر في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية. والهدف الرئيسي للمشروع تأسيس مجموعة تتكاثر ذاتياً في ظروف الأسر تعطي فائضاَ في الإنتاج من فروخ الحبارى التي يتم إعادة توطنيها في البيئات المناسبة في المملكة. وبعد سنوات من العمل تمكن المركز من إكثار الحبارى بأعداد كبيرة كل عام وبلغت 300طائراً أنتجت في عام 1999م وتبعاً لهذا النجاح فإن أكثر من 2000طائر حبارى تم إنتاجها خلال عشر سنوات من بداية العمل في المركز، أما طائر النعام فقد تم اطلاق عدد (18) طائر عام (1994ه) في محازة الصيد، ويبلغ عددها اليوم في المحازة (250). واهتمت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها بغزال الري الذي يعد أكبر أنواع الغزلان في المنطقة العربية وينتمي إلى عائلة البقريات. ويوجد غزال الريم في المناطق الرملية الصحراوية مثل النفوذ والكثبان الرملية وبإمكان الأم أن تلد اثنان في العام وهذا يسرع في إكثار هذا الحيوان الرش