اتفقت الهند والصين الى إنشاء علاقات دفاعية خلال وجود رئيس أركان الجيش الهندي الجنرال إن. سي. ويج في بكين في أول زيارة من نوعها منذ عقد من الزمان. وتم الاتفاق خلال الزيارة على إقامة علاقات مباشرة بين الجيشين والتعاون المشترك في مواجهة «الأخطار غير التقليدية». والتقى الجنرال ويج برئيس أركان الجيش الصيني الجنرال ليانغ كوانغ لي ووزير الدفاع كاؤ كينغ تشوان الذي قال ان الصين تريد تنمية العلاقات الدفاعية والأمنية مع الهند. وقال مصدر في السفارة الهندية في بكين ان هذه خطوة الى الأمام لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت صحيفة (هيندوستان تايمز) أمس - الجمعة - ان الاتفاق يتضمن إجراء تمرينات عسكرية مشتركة ثنائية وبالمشاركة مع دول أخرى وذلك بهدف القيام بعمليات مشتركة عند الحاجة وخصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب.. كما يتضمن الاتفاق إنشاء عدة مراكز للقاء بين المسؤولين العسكريين الهنود والصينيين على الحدود.. وتم الاتفاق أيضاً على إرسال ضباط كل بلد إلى مؤسسات البلد الآخر للتدرب. ووصفت الجريدة هذه الأمور ب «تدابير بناء الثقة» بين الجيشين الذين لم يحدث اشتباك بينها على الحدود خلال السنوات الأربع الماضية. ويأتي هذه التطور الجديد رغم متانة العلاقات الصينية/ الباكستانية ورغم الحرب التي خاضتها الهند مع الصين سنة 1962 حول الحدود الشماليةالشرقية التي ترفضها الصين وتعتبرها من مخلفات الاستعمار البريطاني الذي فرض تلك الحدود على دولة صينية ضعيفة في القرن التاسع عشر حسب قول الصين. وكانت الحرب قد اندلعت حين رفضت الهند الاستماع الى طلبات الصين المتكررة لإعادة النظر في الحدود. ولا تزال الصين تحتل آلاف الأميال من الأراضي الهندية عبر منطقة حدودية طولها 500 كيلومترا في شمال الشرق. وبينما ليست هناك خطوات جادة لحل المشكلة الحدودية قد توسعت العلاقات الاقتصادية السياسية كثيرا بين البلدين وارتفع معدل التبادل التجاري بين البلدين الى 2.1 بليون دولار في السنة حاليا. وكان من آثار هذا التقارب أن أجرى البلدان تمرينات عسكرية مشتركة لمحاربة الإرهاب في مارس الماضي على منطقة حدودية بين البلدين. كما سبق للبلدين إجراء مناورات بحرية قبالة شواطئ شانغهاي سنة .,2002 وسيزور رئيس أركان الجيش الصيني الهند سنة .2006 ويرى المراقبون أن الهند تريد الخروج من قمقم نزاعها المزمن مع باكستان للتمكن من الانطلاق لتتبوأ مكانتها اللائقة بها على المسرح العالمي بعد أن جعلت سياساتها الخارجية لنحو نصف قرن حبيسة نزاعها مع باكستان والهند تدرك أن المشاكل مع باكستان لن تنتهي إلا أنه يمكن للهند تلطيفها الى أكبر حد ممكن ومن ثم توسيع نطاق علاقاتها الخارجية لفتح الأبواب أمام التجارة والتعاون مع الدول الأخرى.وقد حدا هذا بزعماء الهند الى تحسين العلاقات خلال عهد الحكومة السابقة مع واشنطن رغم تأييدها الواضح لباكستان وتستمر الحكومة الهندية الجديدة على نفس السياسة رغم أن حكومات حزب المؤتمر بصورة تقليدية كانت معادية للولايات المتحدة بسبب تأييدها لباكستان وكانت الهند تتهم المخابرات المركزية لأي شيء يحدث في الهند على غير هوى الحكومة. وهناك سبب آخر للتقارب الهندي/ الصيني الحالي وهو أن روسيا تضغط على الهند منذ أكثر من سنتين لإقامة محور روسي/ صيني/ هندي لمواجهة المد الأميركي في آسيا والذي بدأ عقب انهيار الاتحاد السوفييتي ويجري على قدم وساق تحت ستار محاربة الإرهاب.