تبدأ مساء اليوم الثلاثاء عملية العد الفعلي للسكان والتي تستمر لمدة خمسة عشر يوما يتم خلالها حصر السكان المتواجدين على ارض المملكة ليلة الإسناد الزمني وذلك بعد ان اقرها مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 18/1/1431ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين حيث تسند حسب الأعراف الإحصائية بيانات جميع الأفراد من حيث العدد والخصائص الأساسية كالعمر والجنسية والحالة التعليمية والزواجية الى هذه الليلة. وقال وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ خالد بن محمد القصيبي ان توفر المعلومات الإحصائية التي تتميز بالدقة والموثوقية والشمولية يمثل محوراً أساسيا في اعداد خطط التنمية فهي تسهم بشكل رئيسي في صياغة اهداف واستراتيجيات وسياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية واضاف ان مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ادراكاً منها للدور المحوري الذي تضطلع به في تنفيذ مشروع التعداد العام للسكان والمساكن 1431ه (2010) شرعت في الاستعداد لتنفيذه منذ وقت مبكر وحرصت على توفير عوامل النجاح له بما في ذلك التقنيات الحديثة في مجال معالجة البيانات. واوضح القصيبي ان الإشراف على أداء هذه المسؤولية الوطنية يشرف عليه فريق من الكوادر السعودية المؤهلة تأهيلاً عالياً يساندهم عدد كبير من القوى البشرية الوطنية المدربة تدريباً واسعاً في مجال تعداد السكان. وأشار ان هذا التعداد تتزامن انطلاقته ولأول مرة مع انطلاق التعداد السكاني في جميع دول مجلس التعاون الخليجي مما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق توحيد وتكامل العمليات الإحصائية في دول المجلس والتنسيق الفعال فيما بينها وتترجم ما اقتضاه النظام الأساسي للمجلس الذي ينص "تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً الى وحدتها وتوثيق الروابط بين شعوبها وأكد ان التعداد السكاني وما يستخلص منه من مؤشرات يشكل قاعدة اساسية في صنع القرار وإجراء الدراسات والأبحاث في كافة المجالات. من جهته اعتبر الأستاذ مهنا بن عبدالكريم المهنا مدير عام مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ان مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه كان هناك لجنة دائمة للإحصاءات مشيداً بجهودها الملموسة على طريق التكامل الإحصائي الخليجي وما حققته من انجازات في مجال توحيد المفاهيم والتصانيف الإحصائية وتوحيد فترات المسوح والتعدادات الإحصائية من ابرزها توحيد فترة اجراء التعداد العام للسكان والمساكن 2010 لدول مجلس التعاون الخليجي . وزير الاقتصاد: التعداد والمؤشرات المستخلصة منه قاعدة أساسية في صنع القرار ودعا المهنا وسائل الإعلام المحلية تكثيف جهودها الرامية الى إنجاح عملية العد الفعلي للسكان مشدداً على ضرورة تحري الدقة في التقارير والمتابعات التي سيتم نشرها منذ ليلة الإسناد للتعداد لهذا اليوم وانطلاقة العد الفعلي للسكان في كافة مناطق ومحافظات ومدن وهجر المملكة مشددا على ضرورة أن يتم التعامل مع عملية التعداد على انه مشروع وطني يهدف الى تقديم معلومات هامة تسهم في وضع الخطط والتصورات العامة التي تفيد القائمين على وضع الخطط التنموية وصانعي القرار وتقديم صورة حقيقة عن فئات المجتمع السعودي بما يسهم في عملية تنميته وتعزيز قدراته في كافة المجالات. يذكر ان لجنة التوعية الإعلامية في اجتماعاتها الأخيرة بحثت الاستعدادات الخاصة بربط غرفة العمليات بمشروع التعداد العام بمقر المصلحة العامة للإحصاءات العامة والمعلومات بقنوات وسائل الإعلام المباشرة لبث تقارير حية ومباشرة ليلة الإسناد وانطلاقة العد الفعلي للسكان وإجراء التنسيق اللازم لذلك وتخصيص متحدثين من قبل المصلحة ومشروع التعداد العام للتواجد في تلك البرامج المباشرة واستفادة وسائل الاعلام منها لنشر تقارير ومتابعات إخبارية مواكبة لهذه العملية. مهنا المهنا وأعربت اللجنة عن رضاها عن الاستعدادات الخاصة المواكبة لليلة الإسناد وانطلاقة العد الفعلي للسكان وضرورة تكامل الجهود الإعلامية لمتابعة انطلاقة عمل نحو 45 الف عداد ومشارك في عملية التعداد في مختلف مناطق المملكة لضمان نجاح رسالة التعداد العام وتفاعل المواطنين معها. وفي سياق متصل بين مدير مشروع التعداد الأستاذ عبدالله بن محمد الباتل ل "الرياض" أن الأسلوب الذي تتبعه المملكة في التعداد هو أسلوب العد الفعلي الذي يقتضي عد السكان حسب أماكن تواجدهم ليلة التعداد، مشيرا إلى أن هذا النوع من العد يتميز بالبساطة ويوفر توزيعا مثاليا للسكان في لحظة زمنية معينة. وأضاف أن ليلة العد تتطلب وفق أسلوب العد الفعلي عد السكان في المواقع السكنية التي لا تأخذ فيها الإقامة صفة الاستقرار كالفنادق والمستشفيات والمدارس الداخلية والمدن الجامعية ودور الضيافة ومعسكرات العمل. وبين أن مصلحة الإحصاء أكملت كافة الأعمال التحضيرية للتعداد حسب البرنامج الزمني حيث كان آخر هذه العمليات الميدانية عملية ترقيم وحصر المباني والوحدات العقارية والأسر، إضافة إلى إكمال البرنامج التدريبي للعدادين البالغ عددهم 45 ألف شخص مشيراً الى انه تم اختيار العدادين بعناية شديدة وراعينا ان تتوفر في كل عداد الخبرة في التعامل مع أفراد المجتمع إضافة إلى القدرة على كسب ثقة رب الأسرة موضحاً ان جميع المشغلين يحملون بطاقات عمل شخصية تؤكد انتسابهم للعمل في مشروع التعداد، مضيفا ان مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات تؤكد على وجوب سرية البيانات والمعلومات الإحصائية للأسر التي تدون في استمارة التعداد. وختم الباتل إلى أن مشروع التعداد يعد من أضخم المشاريع الإحصائية بل أضخمها على الإطلاق كونه يمر بمراحل وخطوات عديدة، لافتا إلى أن ما يوفره من حقائق وركائز ومعلومات يستند عليها المخططون وراسمو السياسات التنموية جعل كافة الدول تعطيه جل اهتماماتها من حيث الرعاية والدعم. من جهته أوضح أمين اللجنة الإعلامية للتعداد المشرف على المركز الإعلامي بمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات الأستاذ عبداللطيف الخميس ان الجهود المبذولة لتحديد التجمعات السكانية كانت كبيرة وتكللت ولله الحمد بالنجاح في جميع مراحلها معتبراً ان عملية تحديد السكان في صحراء الربع الخالي وصحراء النفود تمت بتعاون فعال ومثمر مع وزارة الدفاع والطيران التي قامت بمسح جوي شامل باستخدام الطائرات لتحديد مواقع وإحداثيات التجمعات السكانية وإرسالها للفرق الأرضية المجهزة بأحدث اجهزة الاتصال ووسائل النقل المتخصصة لمثل هذه الأماكن بالتعاون مع وزارة الداخلية لتقوم بحصرها واستيفاء استمارة التعداد للأسر القاطنة بها عن طريق (مراقب الشمولية) واعتبر الخميس ان هذه المرحلة تعد أطول مرحلة ميدانية للتعداد حيث استغرقت قرابة اربعين يوماً وذلك بسبب سعة المساحة المطلوب تغطيتها من قبل العداد ووعورتها وعدم استقرار البادية التي تقطنها في مكان واحد وعدم إقامتهم في مبان مثالية.