تبحث حكومة رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا ومعارضوها "القمصان الحمر" كل من جهته في كيفية التوصل الى تسوية محتملة للخروج من الازمة السياسية التي تهز تايلاند منذ اكثر من شهر. وتأتي امكانية الحوار هذه بعد دعوات المجتمع الدولي - وخاصة الحليف الاميركي - لوقف العنف وحل النزاع بطريقة سلمية. والازمة التي تتخبط فيها المملكة التايلاندية اتخذت منحى عنيفا بشكل جذري منذ المواجهات التي وقعت في العاشر من نيسان/ابريل وادت الى سقوط 26 قتيلا واكثر من 800 جريح، والهجمات بالقنابل اليدوية مساء الخميس التي اسفرت عن قتيل ونحو 80 جريحا. وبعد ستة اسابيع من تظاهرات شهدت اعمال عنف دامية في بانكوك، يبدو ان "الحمر" انصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا المقيم في المنفى والذين يطالبون حتى الان باستقالة حكومة ابهيسيت بدون قيد او شرط واجراء انتخابات مبكرة، خففوا من لهجتهم المتشددة. وقال فيرا موسيكابونغ رئيس الجبهة الموحدة للديموقراطية ضد الدكتاتورية "اذا ما اعلنت الحكومة حل مجلس النواب في غضون ثلاثين يوما، يمكن ان نجري مفاوضات". واضاف "بعد حل البرلمان، يكون امام الحكومة 60 يوما اضافيا للتحضير للانتخابات، اي 90 يوما بالاجمال". لكن رئيس الحكومة الذي يعتبره المتظاهرون غير شرعي منذ تسلمه الحكم اواخر 2008 اثر تقلب التحالفات في البرلمان، تجنب اي اجابة على هذا العرض. ومع تأكيد تصميمه على "تسوية الازمة" اعتبر ابهيسيت مساء الجمعة انه "من الضروري" تفريق المتظاهرين. وقال ابهيسيت المتحصن منذ منتصف اذار/مارس في معسكر على بعد نحو عشرين كلم من العاصمة، "ان من واجبي تسوية الازمة. فان عجزت عن ذلك لا مكان لي هنا". وامس السبت سعى "الحمر" لتهدئة انصارهم الذين لم يخف بعضهم استياءهم بعد هذه التنازلات الجديدة. وقال احد كوادر الحمر جاران ديتساتابيشاي "ان الاقتراحات الجديدة لا تعني اننا تقهقرنا، فاننا نحتفظ بحملتنا في المجال السياسي والا سنتعرض لضغط المجتمع الدولي".