تفاجئنا الصحف بأرقام مهولة ومخيفة عن نسبة حوادث المرور في المملكة ويمكن أن نطلق عليها حرب السيارات ولكن هذه الحرب ليست كأي حرب فأي إنسان يسمع عن الإحصائيات الرسمية لعدد « الضحايا « في المملكة في الخمس سنوات الماضية التي بلغت 30 ألف شخص حتما يعتقد أن هناك حرباً دامية ففي كل يوم ما يعادل 17 شخصاً سواء كان هذا القتل عمدا أو عن خطأ غير مقصود وهذه أعلى نسبة حوادث قتل سير بالعالم وأنا متأكد أننا لن نجد ربع هذا العدد في أي مكان في العالم (اذا قارنا نسبة السكان الى عدد حالات القتل )لكن لنا الحق كمواطنين أن نوجه أسئلة ولنا الحق أن نخاف على أولادنا وعلى أنفسنا وأهلينا وأحبابنا ومجتمعنا بأكمله.. لقد مللنا من حملات التوجيه والإرشاد التي تنظم كل عام مثل أسبوع المرور أوالحملات المرورية بمسميات مختلفة دون فائدة فإلى متى هذا الاستهتار في تطبيق الأنظمة نحن فعلا لا نرى إلا ازدياداً في عدم تطبيق العقوبات وازدياداً في الحوادث ، وانا أعيش الآن منذ عام في أمريكا في مدينة عدد سكانها فوق 4 ملايين نسمة ولكن لم أر طيلة عامي هذا أي حادث يذكر–سوى تصادم بسيط بين امرأتين–ولقد حددت التاريخ والوقت لهذا التصادم لكي أعمل دراسة ومقارنة لأعداد الحوادث هنا ولكي أفهم لماذا لا يوجد عندهم « حالات تصادم بسيطة « وهذا اجتهاد مني وليس هو مجالي الذي ابتعثت من أجله إنه «بالكاد « ترى سيارة البوليس في الشارع ، التفت يميناً وشمالاً في كل تحركاتي اليومية طيلة العام فلم ار سائقا غير ملتزم بربط حزام الأمان ولم أر تجاوزا للحد المسموح به في السرعة فالكل ملتزم ، يوجد العديد من الجنسيات –الهندي والمكسيكي والصيني –الفلبيني – السعودي ، نفس الخلطة تقريبا التي توجد لدينا في السعودية إذاً فماهو السر ياترى ؟ تحدثت مع أحدهم عن عدم وجود رجل الأمن وسيارات المرور في الشوارع فقال لي هم متواجدون في كل إشارة مرور عن طريق كاميرات المراقبة فصدقته بعد أن وصلتني عن طريق البريد رسالة من المحكمة المرورية لديهم مفادها أنني قد تجاوزت السرعة المحددة المسموح بها وهي تقريبا « 30» ميل/ الساعة تعدل (45 كيلو/ الساعة) وكانت سرعتي المسجلة بالرادار 40 ميلاً / الساعة(60 كيلو/ الساعة) ولقد تقرر تغريمي 280 دولاراً (1050 ريالاً ) وموعد المحكمة هو في تاريخ 3-2-2010 م . ومرفق بالخطاب صورتي ووقت ومكان وتاريخ المخالفة . فذهبت في ذلك الموعد وسألني القاضي اذا كنت مذنباً فقلت له مذنب ونصف (بلهجتنا) لأنه لا يوجد مفر الصورة صورتي والسيارة سيارتي والوقت والتاريخ صحيح - فخفف عني الغرامة الى 200 دولار (750 ريالاً ) فدفعتها حالا وبدون تردد وبارتياح نفسي شديد لأني علمت السر ، غرامة تصلك لبيتك –موعد محكمة مرورية – تنفيذ العقوبة فالكل ملتزم بالأنظمة والقوانين نتيجة لعدم وجود صغار يقودون السيارة فالأعمار محددة 18 سنة إضافة إلى أنه يجب أن يتم تطبيق اختبارات للحصول على رخصة قيادة الأول معرفي Knowledge Test وللمتقدم لهذا الاختبار ثلاث أو اربع محاولات وفي حالة فشله في اجتياز الاختبار فلا يحق له التقدم للاختبار إلا بعد 9 أشهر ويعطى المتقدم لاختبار الرخصة كتيباً فيه القواعد المرورية والواجبات التي يتبعها السائق والاختبار يكون عن طريق الكمبيوتر وبرسوم رمزية وبعد اجتيازه يدخل في اختبار القيادة Drive test وهذا الاختبار يكون شديداً وليس فيه واسطات إضافة إلى ذلك تطبيق الأنظمة المرورية والمخالفات وتطبيق عقوبة السجن على الكل بدون استثناء ولا اتفق مع من يرى بأن الوعي الاجتماعي في الدول الغربية يختلف عما هو عندنا بل هو باختصار شديد جاء في المثل القائل «من أمن العقوبة أساء الأدب». *ولاية اوريجن – الولاياتالمتحدة الأمريكية