ما أضحكني بعد نهاية مباراة الهلال والنصر ليس ضعف الحكم خليل جلال، فذلك تم عرضه على الهواء مباشرة، بل ما قيل عن أن خليل جلال اصدر رسميا شهادة وفاة التحكيم السعودي، أقول ذلك لأن قدرة الحكم السعودي على التواجد المميز داخلياً ماتت منذ زمن بعيد، ولكن ما حدث خلال مباراة النصر والهلال كان محاولة بائسة من لجنة الحكام وممن يقف وراءها محاولين إنعاش مريض ميت فقد كل شيء ولم يعد احد يؤمن انه على قيد الحياة، إذ لا جديد يذكر في تلك المباراة التي نقلت فضائيا ليشاهدها الملايين وليروا كيف فشل في إدارة مجرياتها هذا الحكم المرشح لمونديال جنوب أفريقيا بطريقة تغاضت عن كل أنواع الرفس والركل والخشونة. كمتابع ومشجع عالمي لكرة القدم لم اصدق أن نوعية ضعيفة من التحكيم من نوعية خليل جلال يمكن أن نراها في كأس العالم المقبلة، وربما أن نوعية هذا الحكم اختير بالخطأ ليشارك ضمن نخبة حكام العالم، وارجعوا إلى شريط المباراة ولاحظوا التالي على أدائه: مخاشنات متعمدة غير أخلاقية لم يتم معاقبتها بإبراز البطاقة الحمراء، إعادة الكرة إلى حارس المرمى من زميل له لا تحتسب خطأ، صد الكرة تعمدا باليد يُهمل ولا يُعاقب مرتكبه، فيجاروا يتعمد أمام أنظار الحكم استعمال الكوع لضرب اللاعب رادوي دون إبراز البطاقة الحمراء، ريان بلال يدخل بعنف على الحارس حسن العتيبي دون عقاب من الحكم. خالد الطويل لجنة الحكام الرئيسية هي المسئولة عن تدهور الواقع التحكيمي، فهي تقوم بافتعال الخطأ ثم تبرره بخطأ اكبر في المباريات التي يفشل حكامها في إدارتها وبالذات التعامل مع حالات الخشونة والعنف والأخطاء الفنية الواضحة التي لا تحتاج إلى جدال، فاللجنة ترشح دائما الحكم المخطئ لقيادة المباريات المهمة، وهذا معناه أنها لا ترى فيما يحدث من الحكم أية مخالفة لقانون كرة القدم أو خروج صارخ عن نصوصه وتعليماته، وبالتالي فاللجنة تعتبر الخطأ صوابا والفشل التحكيمي نجاحا، وهذا يظهر بكل وضوح أن ضعف التحكيم سببه وأساسه هو ضعف المسئولين عنه، وهو ما أدى إلى ضعف مستوى الحكام السعوديين ما دام هناك في لجنة الحكام من يقبل بمثل هذا الإخفاق بطريقة لا يمكن أن يفهمها المتابع الرياضي المحلي، بل لاحظوا أن الحكام الذين لا يكبحون الخشونة ويتغاضون عن عقاب مرتكبيها يجدون التشجيع من اللجنة بطريقة غير مفهومة، وبالتالي فإننا عندما ننظر إلى واقع التحكيم المحلي سنلاحظ تدهورا مستمرا دون توقف ودون وجود بادرة في الأفق تشير إلى حلول لهذا الواقع، وهو ما يبرر الاستعانة بالحكم غير السعودي الذي أوضح بشكل غير منازع الفرق في نمط الأداء التحكيمي وخاصة ما يتعلق بكبح حالات الخشونة المتعمدة. جلال لم يسجل سابقة تاريخ التحكيم السعودي، بل هو يأتي امتدادا لحكام فشلوا منذ فترة قريبة مثل عبدالرحمن الجروان ومطرف القحطاني وعبدالعزيز الكثيري وناصر مظفر وعبدالرحمن الأسمري وفايز الأسمري وعبدالعزيز الأسمري ومنصور الشمري، والذين يأتون امتدادا لأسماء تحكيمية سابقة فشلت في الماضي فشلا ذريعا مثل نائب رئيس اللجنة الحالي إبراهيم العمر وعبدالله الناصر وإبراهيم النفيسة وعبدالعزيز العيدان ويوسف العقيلي وعلي مطلق وناصر حمدان ومحمد السويل وعبدالله الوهيبي وممدوح المرداس، واغلب هؤلاء للأسف أصبحوا مراقبين فنيين ومنهم من أصبحوا أعضاء في لجنة الحكام الرئيسية ومنهم من هو في لجان حكام المناطق رغم تاريخهم التحكيمي المثير للجدل وكأن منهج اللجنة واتحاد كرة القدم من ورائها هو مكافأة المخطئ وتشجيعه. يبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه كل موسم والذي يبقى دائما بدون إجابة منذ سنوات طويلة: إلى متى تظل الأندية السعودية ورجالاتها الذين يدفعون من مالهم ومن جهدهم ومن وقتهم الشيء الكثير هم الضحية الدائمة للممارسات التحكيمية الفاضحة، والى متى تسود الفوضى أروقة اتحاد كرة القدم وعمل لجانه؟