شرعت الهيئة العامة للسياحة والآثار العمل في مشروع تأهيل واستكمال ترميم 20 مبنى تراثياً من قصور ومقرات الدولة في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ضمن جهودها في المحافظة على التراث الوطني المادي والذي يعد أبرز الموارد الثقافية والاقتصادية التي أوكل للهيئة المحافظة عليها وتطويرها كأحد الأبعاد الرئيسة المشكلة للهوية الثقافية والحضارية، والنظر إليها كمحور للتنمية. وأكدت الهيئة أن جهودها في المحافظة على التراث الوطني يشمل العديد من الجوانب والاعمال، حيث تم توقيع عقود إنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة في كل من الباحة، الدمام، تبوك، عسير، وحائل بقيمة إجمالية تصل إلى 182 مليون ريال، كما رفعت الهيئة للجهات المختصة مشاريع إنشاء 6 متاحف في مناطق أخرى، بالاضافة الى تطوير المتحف الوطني، ومتحف خزام، ومتحف الصور التاريخية في البديعة، وقصر السقاف، ودار القرآن الكريم، بالاضافة الى تنفيذ الخطط التطويرية للمرحلة الثانية من برنامج تنمية القرى والبلدات التراثية، وذلك في كل من محافظة الغاط في منطقة الرياض، ومحافظة رجال ألمع في منطقة عسير، حيث تم تسليم هاتين البلدتين التراثيتين إلى الجمعيات التعاونية التي تم إنشاؤها لهذا الغرض لتتولى مهمة التطوير لتكون منتجاً اقتصادياً يوفر فرص العمل، ويحولها إلى قرى آيلة للنمو بدلاً من كونها آيلة للسقوط، وسيعقبهما البلدات والقرى التراثية في كل من العلا بالمدينة المنورة، والخبراء والمذنب بالقصيم، وذي عين في الباحة وجبة في حائل لهذا العام. هيئة السياحة تسعى للحفاظ على قصر الملك عبدالعزيز بالمويه كما عملت الهيئة على استعادة أكثر من 2200 قطعة من الآثار الوطنية التي خرجت بطريقة غير مشروعة، وذلك في إطار سعيها لاسترداد آثار المملكة الموجودة في الخارج، وسيتم تنظيم معرض متخصص للآثار المستعادة. وفي إطار تسجيل عدد من المواقع في قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو قدمت الهيئة ملف تسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية، وتم قبوله وسيتم التصويت عليه صيف هذا العام، كما أكملت إعداد ملف ترشيح جدة التاريخية، ومن المؤمل التصويت عليه عام 2012م، وتعمل الهيئة حالياً على إعداد قائمة إضافية من المواقع للرفع بها للدولة خلال هذا العام لاعتمادها قبل الشروع في إعداد ملفات ترشيحها. وقد أولت الهيئة عناية خاصة بحماية الآثار، حيث تم صرف التعويضات المترتبة على نزع ملكية عدد من المواقع الأثرية منذ عدة سنوات بتكاليف تجاوزت 20 مليون ريال، ويجري العمل على استكمال إجراءات صرف تعويضات مواقع أخرى تم نزع ملكيتها بتكاليف تزيد عن 155 مليون ريال. وفي مجال البحث العلمي في الآثار عملت الهيئة على برامج متنوعة تقوم بها فرق متخصصة من قطاع الآثار والمتاحف بالإضافة إلى العمل المشترك مع وزارة التربية والتعليم، وجامعات وباحثين سعوديين بالتعاون مع فرق دولية متخصصة، ونتج عن ذلك العديد من الاكتشافات المهمة في تاريخ المنطقة والإنسانية أجمع، وتتبع الهيئة منهجية علمية في الإعلان عن هذه الاكتشافات بعد استكمال دراستها والتحقق من معلوماتها. وقد عملت الهيئة على استطلاع التجارب ل12 دولة متقدمة في مجالات التنمية السياحية والآثار، ومن ذلك تنفيذ زيارات لوكلاء المناطق والمحافظين ورؤساء البلديات للتجارب المميزة في تنمية مواقع التراث وتحويلها الى موارد اقتصادية، حيث تم مؤخراً انجاز رحلة الى دولة تونس الشقيقة لأكثر من 35 مسؤولاً محلياً ليتجاوز العدد الإجمالي منذ بدء هذا البرنامج ما يقارب 320 مسؤولاً، كما تجري حالياً الاستعدادات لتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمدينة الرياض خلال الفترة 9 - 14 جمادى الآخرة المقبل كما يتم الإعداد لتنظيم معرض روائع من آثار المملكة المقرر إقامته صيف 2010م بمتحف اللوفر بباريس.