تحتفل المملكة باليوم الوطني هذا العام وهي تشهد العديد من الإنجازات والأنشطة في عدد من مجالات السياحة والآثار، مبرزة الدور الهام للسياحة كقطاع منتج اقتصادياً ومثرٍ ثقافياً واجتماعياً، وموفر لفرص حقيقية للنمو والاستثمار تصب في مصلحة الوطن والمواطن. وتميز هذا العام في مجال السياحة والآثار بما تحقق من إنجازات وما شهده من مناسبات تجاوزت الإطار المحلي إلى المستوى الإقليمي والعالمي. ففي مجال الآثار والتراث العمراني، حفل العام بعدد من الإنجازات التي سُجلت للهيئة العامة للسياحة والآثار، جاء على رأسها اعتماد تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في مدينة برازيليا (29 يوليو 2010). كما أكملت الهيئة إعداد ملف ترشيح جدة التاريخية، الذي أيضاً تم قبوله من منظمة اليونسكو ومن المؤمل التصويت عليه عام 2012، وتعمل الهيئة حالياً على إقرار قائمة إضافية من المواقع للرفع بها للدولة بعد أن تم إقرارها من مجلس إدارة الهيئة بداية العام. وفي مجال المؤتمرات والمعارض شهدت الرياض خلال الفترة من (23-28 مايو2010) انعقاد المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني بالدول الإسلامية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأقيم المؤتمر تحت عنوان "تنمية اقتصادية لتراث عمراني نعتز به" وشارك فيه 25 وزيراً من الدول الإسلامية، وعشر منظمات عربية وإقليمية، ونحو 42 متحدثا بارزا منهم 26 متحدثا خارجيا خلال حلقات وورش العمل المصاحبة للمؤتمر، إضافة إلى مشاركة 162 باحثاً. كما دشن سمو رئيس الهيئة كرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود، مؤكدا أن تراث المملكة العمراني مصدر إلهام للحضارة الحديثة وأن مواقع التراث العمراني حضارة وتاريخ تثير البهجة والألفة لزائريها ولابد من نشر الثقافة والوعي بأهميته في المجتمع. وأقيم معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" بمتحف اللوفر بباريس الذي افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بحضور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير نيابة عن فخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (13يوليو2010) وضم أكثر من 300 قطعة أثرية عرضت للمرة الأولى خارج المملكة. كما نظمت الهيئة معرض الصور الفوتوغرافية عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تحت عنوان "سلطان الخير.. تاريخ وإنجازات"، احتفاء بعودة ولي العهد من الرحلة العلاجية، وذلك في المتحف الوطني في الرياض وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض (10 يناير2010). وفي مجال المتاحف أتمت الهيئة توقيع عقود إنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة في كل من الباحة، الدمام، تبوك، عسير، وحائل بقيمة إجمالية تصل إلى 182 مليون ريال، بخلاف التكاليف الخاصة بتجهيزها، كما رفعت الهيئة للجهات المختصة بمشاريع ستة متاحف في مناطق أخرى، إضافة إلى تطوير المتحف الوطني، ومتحف خزام في جدة، ومتحف الصور التاريخية في قصر الملك عبدالعزيز بالبديعة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وتطوير قصر السقاف بمكة المكرمة، ومشروع دار القرآن الكريم الذي تقوم عليه الهيئة بالتضامن مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينةالمنورة، كما تعمل الهيئة بالتضامن مع مدينة المعرفة لتطوير متحف السيرة النبوية في المدينةالمنورة. والبدء كذلك في مشروع تأهيل واستكمال ترميم 20 مبنى تراثياً من قصور ومقرات الدولة في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وتحويلها إلى مراكز تراثية وثقافية. كما تحرص الهيئة على تنفيذ الخطط التطويرية للمرحلة الثانية من برنامج تنمية القرى التراثية والبلدات التراثية في كل من محافظة الغاط في منطقة الرياض، ومحافظة رجال ألمع في منطقة عسير، حيث تم تسليم هاتين البلدتين التراثيتين إلى الجمعيات التعاونية التي تم تأسيسها بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية كنموذج يطبق لأول مرة في المملكة لهذا الغرض، لتتولى تلك الجمعيات مهمة التطوير لتكون منتجاً اقتصادياً يوفر فرص العمل، ويحولها إلى قرى آيلة للنمو بعد أن كانت تسمى آيلة للسقوط، وسيعقب تلك البلدتين تطوير عدد من القرى التراثية في العلا بمنطقة المدينةالمنورة، والخبراء والمذنب بمنطقة القصيم، وذي عين في منطقة الباحة، وجبة في منطقة حائل خلال العام الحالي. وعملت الهيئة حتى الآن على استعادة ألفين و200 قطعة من الآثار الوطنية التي خرجت من بلادنا بطريقة غير مشروعة، وذلك في إطار سعيها الجاد لاسترداد آثار المملكة الموجودة في الخارج، بتوجيه سام كريم بالعمل في هذا المجال بشكل قوي، وستنظم الهيئة قريبا معرضا متخصصا للآثار المستعادة. من جهة أخرى، أولت الهيئة عناية خاصة بحماية الآثار، حيث تم بدء صرف التعويضات المترتبة على نزع ملكية عدد من المواقع الأثرية التي تم نزعها منذ عدة سنوات بتكاليف تجاوزت 20 مليون ريال، ويجري العمل على استكمال إجراءات صرف تعويضات مواقع أخرى تم نزع ملكيتها بتكاليف تزيد عن 155 مليون ريال، تم اعتماد ميزانيتها بالكامل. وفي مجال البحث العلمي في الآثار، عملت الهيئة على برامج متنوعة تقوم بها فرق متخصصة من قطاع الآثار والمتاحف، حيث قامت بإعادة تطوير منسوبي قطاع الآثار والمتاحف وإخراج الكثير منهم من مكاتبهم للعمل في الميدان، إضافة إلى منسوبي الجامعات السعودية من المواطنين الذين تخصصوا وعملوا في هذه القطاعات الآن كخبراء، وأتاح وجود المواطن الخبير في مجال الآثار للهيئة فتح العمل المشترك مع وزارة التربية والتعليم، وجامعات وباحثين سعوديين، بالتعاون مع فرق دولية متخصصة بلغ عددها حتى الآن أكثر من 14 فريقا دوليا، ونتج عن ذلك العديد من الاكتشافات المهمة في تاريخ المنطقة والإنسانية أجمع، ومن بوادر ذلك اكتشاف قرية أثرية بالمنطقة الشرقية تعود لفترة صدر الإسلام. وكذلك سعت الهيئة إلى تنفيذ برنامج استطلاع تجارب أكثر من دولة متقدمة في مجالات التنمية السياحية والآثار، ومن ذلك تنفيذ زيارات لوكلاء المناطق والمحافظين ورؤساء البلديات وغيرهم للتجارب المميزة في تنمية مواقع التراث وتحويلها إلى موارد اقتصادية, حيث تم تنفيذ رحلة إلى تونس شارك فيها أكثر من 35 مسؤولا محليا ليتجاوز عدد المشاركين في هذا البرنامج منذ بدء تفعيله ما يقارب 320 مسؤولا، وقد نتج عن ذلك تحول جذري وكبير جدا حقق النتائج الإيجابية فيما يتعلق بحماية المواقع الأثرية والتراثية وتنميتها. وعلى صعيد المهرجانات الصيفية والمناطقية ومهرجانات الربيع والعيد، رعت الهيئة هذا العام إقامة 18 مهرجاناً في مختلف المناطق خلال أشهر الصيف إضافة إلى أكثر من 20 مهرجاناً وفعالية سياحية وتراثية ورياضية وترفيهية وثقافية في مناطق المملكة شهدتها إجازة منتصف العام الدراسي هذا العام وكذلك فعاليات عيد الفطر المبارك. وتزامنت المهرجانات مع إطلاق الهيئة حملتها الإعلامية الخاصة بإجازة صيف 2010، وكذلك اعتماد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار هوية جديدة للسياحة السعودية بعنوان "السياحة السعودية... غنية بتنوعها" لتكون هوية خاصة لتسويق المملكة كوجهة سياحية. ومن المنتظر وفقا لإحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة أن يصل عدد الرحلات السياحية خلال هذه الفترة إلى 11 مليون رحلة بنمو قدره 2% عن العام الماضي وبإنفاق قدره (13,2) مليار ريال مقارنة ب12.7 ملياراً للعام 2009 بمعدل نمو 4 في المئة.