أعلنت وسائل إعلام حكومية سودانية الأحد أن الرئيس عمر حسن البشير حقق انتصارات ساحقة في عينة من نتائج الانتخابات السودانية التي شابتها اتهامات بالتزوير وقاطعتها بعض الأحزاب، وكان مراقبون من الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر قد قالوا إن انتخابات الأسبوع الماضي لم تف بالمعايير الدولية لكنهم لم يصلوا إلى حد تأكيد مزاعم المعارضة بانتشار التزوير على نطاق واسع. وكان من المفترض أن تساعد الانتخابات التي أجريت بموجب اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في تعزيز الديمقراطية بالبلاد، وقالت وكالة السودان الرسمية للأنباء (سونا) إن البشير فاز بما بين 70 و92 في المئة من الأصوات التي تم الإدلاء بها في نحو 35 مركز اقتراع في مناطق متفرقة بالسودان وفي الخارج وفي إحدى الولايات،ولم تؤكد السلطات هذه الأرقام التي لا تمثل سوى جزء من البلاد، وذكرت جماعات معارضة أن الفوز بأغلبية ساحقة يثبت اتهاماتها لحزب المؤتمر بتزوير الانتخابات في الشمال معللة قرار الكثير منها بالمقاطعة. وبات فوز البشير بالرئاسة مرجحا بعد أن انسحب معظم منافسيه الرئيسيين بمن فيهم مرشحا حزب الأمة المعارض والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على جنوب البلاد من السباق الانتخابي بزعم حدوث تزوير، ويرجح أيضا أن يفوز سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان شبه المستقل وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان وأن يحتفظ بمنصبه مما يبقي على الوضع الراهن فيما تستعد البلاد لاستفتاء على استقلال الجنوب في يناير كانون الثاني 2011 . ويقول محللون إن البشير حريص على تحقيق فوز من شأنه أن يصد عنه اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بأنه العقل المدبر لجرائم حرب ارتكبت خلال الصراع المستمر منذ سبع سنوات في منطقة دارفور بغرب السودان، وقال فاروق ابو عيسى المتحدث باسم ائتلاف فضفاض لجماعات المعارضة إن هذا يثبت ما قالته المعارضة من أن هذه الانتخابات زائفة من الألف الى الياء وأنها مخططة منذ البداية، وتابع قائلا إن البشير سيكون مخطئا إن ظن أن إعادة انتخابه بأغلبية كبيرة ستحميه من المحكمة الجنائية الدولية. وقال مراقبون من الاتحاد الأفريقي إنهم قيموا العملية الانتخابية بنتيجة "ستة من عشرة" مضيفين أنه من غير العادل مقارنة السودان الخارج من حرب أهلية بالمعايير الدولية، وقال الهادي محمد أحمد عضو مفوضية الانتخابات لرويترز إن مسؤولي الانتخابات لن يعلنوا عن الفائز بالرئاسة إلى أن تصلهم نتائج الفرز من كل الولايات، وحذر مسؤولون في الجنوب من احتمال حدوث تأخر في إعلان بعض النتائج.