أدخلت وزارة الشؤون البلدية والقروية عام 2005 مفردة (الانتخابات ) على مجتمعنا المدني وكانت تجربة الترشيح لانتخابات مجالس البلدية من أبرز المتغيرات على منظومتنا الثقافية كمجتمع ليس له تجربة مسبقة بهذا النوع من الثقافات التنظيمية(الحكومية) التي تهدف إلى إدخال المواطن في إدارة الشؤون المحلية في المجالس البلدية لتكون ضمن دائرة العضو البلدي المنتخب لخدمة المواطن ولقد حظي الحدث(المرشح والناخب) باهتمام الناس الذين كانوا يسمعون بالانتخابات كحدث في وسائل الإعلام الخارجية ولا يعيشونه كواقع محلي. المواطنة السعودية وقتها كانت أشبة بالمواطن خارج التغطية فلا هي مرشحة ولا هي منتخبة وقد يكون غيابها مبرراً لحداثة الثقافة ومرحلية التجربة التي لم تتوقف ففي نفس العام كان لها فرصة الترشيح والانتخاب من خلال العمل المؤسساتي كهيئة الصحفيين السعوديين والغرف التجارية وبعض الجمعيات العلمية والمهنية وهذه المشاركة التي أحدثت حراكاً ثقافياً جديداً في الحصول على عدد من المقاعد ولكن تلك التجربة ظلت مقصورة على المنتمين إلى تلك المؤسسات ، إلا أن مشاركتها في أي انتخابات مستقبلية أمر وارد جدا فالانتخابات السودانية ولأول مرة أفرزت لنا نموذجاً آخر لمشاركة المرأة السعودية كمراقب دولي خارج حدود بلادها فكانت السودان تجربة جديرة بالاهتمام وواقعاً مغايراً عما سبق طرحة(جيهان فلمبان- ودينا مدني) الموظفتان في منظمة المؤتمر الإسلامي حضرتا المعترك السياسي من أحزاب سياسية وراقبتا مراكز الاقتراع في سير الانتخابات هذه الثقة تشير إلى معان كثيرة يتوجب علينا الوقوف عندها وألا تمر مرورا عابراً ، فماذا يعني أن تكون المرأة السعودية مراقبة دولية ، المرأة التي همشت في انتخابات المجالس البلدية ولم يسند لها أي يدور وقتئذ، نراها اليوم وبعد خمس سنوات تقف حكماً يؤخذ بقولها في القبول أو الرفض على المستوى الدولي. هذا الإنجاز سيضاف إلى ماقد سبق من إنجازات وخاصة أن ذهنية المواطن الآن استوعبت مفردة الانتخابات وانتقال المرأة المواطنة من مشاهد لما يحدث في المجالس البلدية السابقة إلى منافس على مقاعدها أمر وارد .