أقولها باستحياء فيما لا حياء فيه "أتخذها صديقة مقربة" فالنساء يا صاحبي متى تجردن من ثوب العاطفة الصرفة أصبحن أكثر دقة في التحليل والقياس والتفسير للأمور، والربط الذهني للوقائع، وهن الأطول نفساً في الاستماع والتدقيق مهما طال الشرح أو تشعبت الأحداث. .. هي عاطفية نعم بيد أن هذه الخلة تجعلها أصدق شعور في الصحبة، وآكد وفاء لقضايا الصديق وأبعد نظرة لتسلسل المواقف وهذا هام في الحكم عليها. أجعلها صديقتك لأنها الصادقة في ودك، والصدوق في طلب راحتك، والمصادقة على رسم صورة بارعة الجمال لمستقبل أيامك. الصداقة تحديداً لا تقاس بالقوة الجسمية بقدر ما يحكمها المرونة الذهبية والدهاء، ولن نختلف ولو كنا أثنين على (دهاء المرأة) وعظيم كيدها الذي ذكره القرآن كمعنى صريح "كيدهن عظيم" وبعد قول الحق تعالى جاءت القوانين الأرضية لتضفي على طالع المرأة مهابة مهما حقرها بعض جهلاء بني آدم فلن ينفي شموخ واقع حي أثبت بالبرهان القاطع حقيقة قوتها في ضعفها أي كما قال ذاك الشاعر الحكيم: ولا تحقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب المرأة التي أنزلت العابد عن محرابه، وهزت عرش دول، وأبادت أصول طباع متأصلة تستحق أن تعيد النظر في مدى صلاحيتها لصحبتك يا رجل ومشاركتك همومك. لا تتمحك بالقوة وترى فيها المخلوق الضعيف لكي لا تثبت أن الضعف في قدراتك الفكرية والعقلية، وأسمع لذلك الحكيم الذي قال في الحكمة "لا شيء أقوى من القوة سوى الدهاء" وقس على ذلك وأحكم لمن الغلبة ستكون. .. بين قوسين للنساء فقط (المرأة المغلوبة على أمرها والمستلسمة والهشة غالباً ما يكون بسبب تمرد عاطفتها وتحكمها بها، وإما عاطفة تجاه زوج تحبه، أو أبناء لها تود أن تحافظ عليهم فتخضع وتلين). يا عزيزي.. الدين نفسه ينعتها (بالصاحبة) في مواضع كثيرة، ويُقصد "الزوجة" فهل ستكون أدق في التشريع؟، أو ترى أسرارك وشؤونك أعظم من أعباء أمة مسلمة بين يدي حكيم الأمة ونبيها محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي كان يصادق زوجاته، ويثق بهن، وقد استجار بزوجته في مسألة كبيرة تخص قافلة كبيرة من الحجيج مع رسول الله حين طلب منهم أن يحلو الإحرام وصارت في نفوسهم بعد الهدنة ولم يتجاوبوا بسرعة مع الأمر النبي عليه السلام فشق على نفسه فاستشار زوجته "أم سلمة" فأشارت عليه أن يخرج إليهم ويحل إحرامه أمامهم ففعل وتبعه بعدها المسلمون. وهو النبي العظيم والقائد، ورغم ذلك في أول عهده كان يعود لخديجة –رضي الله عنها- ويحتمي بخوفه في أحضان صادق عاطفتها فتدثر مخاوفه وتهدأ من روعة. .. أين أنت من فكر وعقل ومنطق ومكانة النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لتتكبر وتترفع، وتحكم أن المرأة أقل منك، أو أنها عاجزة عن مشاركتك بساطة همومك وأفكارك قياساً بهم الأمة وشأن الدعوة والرسالة!.