الحياء زينة للرجال والنساء، والستر مطلب شخصي ومجتمعي؛ ويلح لتحقيقه كثير من الناس رجالاً ونساء وبخاصة حملة الأقلام ومحترفو الكتابة. ولكن المشكلة الكبرى أن ترفض المرأة الستر وأن تريد أو يراد لها أن تنبذه؛ فعارضة الأزياء لم تستح لأن الحياء يحول بينها وبين (طلب الرزق) في مهنة عرض الأزياء.. ولا يمكن أن تطلب عارضة الأزياء الستر ولا أن تمنع أحداً من أخذ صورها وإلصاقها على كل شيء .. بما في ذلك وسائل النظافة للبيوت والأطفال!! وعارضة الأزياء تقول (بلسان حالها) هاكم وجهي فأشعبوه صَفْعاً!!ولقد تطورت الحال: فلم يبق التمرد على الحياء حكراً على عارضات الأزياء؛ وإنما وصل إلى مستخدمات الأزياء ومشتريات الموديلات ومتابعات الموضة.. ونحن كنا إلى زمن غير بعيد نستنكر خروج أصابع يد المرأة أو جزء من الرِّجْل وكانت المرأة تستحي أن يرى منها ذلك.. وعلى ذلك كان آباؤنا وأجدادنا استجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ومحافظة على قيم وأخلاق ومثل المجتمع المسلم: وكنت أرى أمي وكل النساء في شبابهن يحرصن على الستر ويلبسن ملابس قد خاطنها بأيديهن وصممنها باختيارهن لتكون ساترة للجسم جميعه وللرأس بكامله.. وتمضي الأيام وأمهاتنا لا زلن أحياء ونرى ما يندى له الجبين ... أصبحنا نرى ملابس للنساء كباراً وصغاراً لا تستر إلا بعض الجسم، فالموديلات التي تسمى الحديثة تكشف الصدر والأيدي بكاملها وتظهر الساقين أو بعضهما .. وحينما تسأل أي امرأة عن سبب شرائها لتلك الملابس يكون الجواب الجاهز: هذا ما نجده في السوق الآن، أو هذه هي الموديلات الجديدة وتقول بريئة أخرى (ما وجدنا غيرها في السوق)!!! والحقيقة التي لا شك فيها أن أمر بعض نسائنا مع اللباس مَرَدُّه للتقليد، فكل ما صَمَّمه غير المسلمين نأخذه ونلبسه ولو خالف تعاليم ديننا.. ولم نكلف أنفسنا أن نُصَمِّم ما يتفق مع تعاليم ديننا، ولم نسأل أنفسنا يوماً: هل المطلوب أن نؤثر في غيرنا أم نتأثر به؟! لماذا افتقدنا دورنا: أن نكون هداة للبشرية؟ أليس في إمكاننا جمالاً وإشراقاً مع المحافظة على الحياء والستر والحجاب الشرعي؟ هل اختفى الفارق بين أن تلبس المرأة في بيتها أو تلبس في الأماكن العامة والمدارس والمستشفيات أجزم أن فقه ذلك لا يخفى على أكثر نسائنا وبناتنا بعد أن انتشر العلم ولله الحمد!!