لا تستغرب عندما تدخل حي الغدير بالرياض وتجد نقطة تفتيش ويطلب منك رخصة قيادة خاصة بحي الغدير، وطبعا ذلك حرصا على سلامتك فحي الغدير ليس حيا عاديا ابدا، فهو مقسم لثلاثة أقسام: الأول: حفريات عميقة خالية من وسائل السلامة، ومتوقف فيها العمل فلا تدري الحفرة لما حفرت له، ولا الحافر لما حفر.. ومهيأة لسقوط أي كبير سن عنده ضعف نظر، أو طفل حتى تكون عبرة لغيرهم. القسم الثاني: حفر مدفونة مع وقف التنفيذ، وربما هذا عقاب له أو تدريب، أن تتولى إنهاء السفلتة تلقائيا، وهذه تقنية جديدة تحت التجربة بحيث تتفاعل مع الهواء وتكون طبقة إسفلتية تضمن صلاحيتها لمئات السنين. القسم الثالث: حفر تم دفنها وسفلتتها؛ لأنها تعد من ارقى قبائل الحفريات لكنها ابت إلا بالعدل بين الحفر، فهبطت بالإسفلت وكونت لنفسها حفره لكنها مسفلتة. كل هذا كفيل بالبلدية ان تضع نقاط تفتيش لتتأكد من جودة قيادتك السيارة بين الحفر، وأنا هنا استغرب جدا من هذا الوضع!!! حي تصل قيمة المتر فيه لألفي ريال لا يخلو فيه شبر من حفرة أو عائق، هل رفعت البلدية يدها عنه، أم أن هناك أمرا لا نعلمه؟. أليس هناك شركات مقاولة ترسو عليها مشاريع البلدية ويطبق عليها معايير الجودة؟، هل هناك رقابة على منفذي المشاريع؟ هل سكان الحي مطالبون بالشكاوى الدائمة لهم حتى ينعموا بشوارع سليمة ولا أٌقول شوارع راقية لأن هذا مطلب مستحيل. أذكر مرة تقدمت بشكوى للبلدية عن جزء مما ذكرته، فلما جاء المندوب تفاجأ، كيف انتم عايشين في هذا الحي؟ فتفاجأت أنا، كيف أنتم لا تعلمون بهذا، وهو من صلب عملكم؟. أتمنى أن نجد أذنا تسمع، وقلما يوجه؛ لأن هذه المعاناة وأمثالها في أحياء مشابة. طبعا حل هذه المشكلة لن يتطلب إنفاقا، ولا ريالا واحدا، فالدولة أنفقت الملايين على شوارعنا، فقط نحتاج لمطالبة من استلم المبالغ من الشركات المنفذة بتحمل مسؤولية الخلل.. وكذلك المسؤولين عن الرقابة في البلدية بتفعيل دورهم المناط بهم وإعطاء الأمانة حقها.