المتحدّث الرسمي في الوقت المُناسب .. هي الضرورة التي فرضت وجود مُتحدّث أو ناطق رسمي (إعلامي) في الأجهزة الرسمية الخدميّة وإلاّ فإدارhت العلاقات العامة في الماضي كانت تقوم بدور الناطق والمتحدث والنافي في معظم الأحيان ، وقد أدركت قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات إبّان حرب تحرير الكويت (1990-1991م) ضرورة وجود متحدث رسمي يُقدّم إيجازا يومياً بالأحداث التي وقعت وتقدّم سير المعارك على جبهات القتال ثم يُفنّد ما يصدر عن (العدو) من بيانات أو تقارير ويجيب على أسئلة الصحافيين ووسائل الإعلام الأخرى، ثم اختفى دور المتحدث الرسمي فترة من الزمن وعاد بعد وقوع العمليات الإرهابية في بلادنا والمواجهات التي أدارتها بكل اقتدار الأجهزة الأمنية من أجل استئصال شأفة أولئك الخونة المارقين وتطهير بلادنا من شرورهم، فحتّم الموقف وجود متحدث أمني يقول للناس ما يجري على أرض الواقع لكي يوصِد كل الأبواب في وجه القيل والقال . حذتْ بقيّة الأجهزة الحكومية حذو وزارة الداخلية في تعيين وتسمية متحدث رسمي يظهر وقت الضرورة ليقول الحقيقة ويقطع دابر الإشاعات والتشويش الذي يفتعله من لا يريد لبلادنا الخير حتى وإن كان مِنّا وفينا ووجد المتحدث قبولاً من قبل الباحثين عن الحقائق، ساعدهُ في ذلك الإعلام وخصوصاً الصحافة التي تعتمد ما يقوله كمسلمات لا تقبل الشك. لمَ لا؟ أليس هو الناطق باسم الجهة المعنية وقوله يُحسب على ذمّتها ؟! دعوني إن شئتم أضرب مثالاً لأهمية وجود متحدث رسمي يكبح الأكاذيب ويُطفئ جذوة الإشاعات، الخبر الذي تناقلته بعض مواقع الانترنت فاقدة المصداقية حول محاولة اختطاف (باص) يُقل طالبات جامعيات في وضح النهار أمام الناس، وحين فزع الناس وصُدموا من خبر كهذا سارع المتحدث الرسمي بشرطة منطقة الرياض في كشف ملابسات الحادث والإجراءات الأمنية الفورية التي تم اتخاذها من لحظة تلقي بلاغ سائق (الباص) وحتى نهاية (الحدوتة) وان الحكاية كانت عبارة عن حادث مروري بسيط فهمه السائق على أن الطرف الثاني يسعى لإيقافه من أجل الاختطاف..! بالطبع ليست صورة (كل) متحدث رسمي زاهية، بل هناك منهم من لم يُدرك بعد أهمية وخطورة ما ينطق به أو يتأخر في الظهور وقت الحاجة الماسّة، وبعضهم فيما يبدو يُحبّذ (الناموسيّة كُحلي)، إلى أن يأتي أحدهم وينفي كلامي هذا جُملةً وتفصيلا ...!