المثل الدارج يقول الجار قبل الدار، ويضرب هذا المثل عندما يبحث الإنسان عن الجار الطيب الذي لا يتسبب في أذية جاره قبل سكنه في مكان جديد، وأضيف إلى القائمة مدرسة خاصة، مطعم شعبي، سوق تجاري، مكاتب تجارية، مستوصف، استراحة، نادٍ رياضي، مركز تدريب، فقبل أن تقرر اختيار موقع السكن تأكد أنك لست قريبا من هؤلاء، والسبب مواقف السيارات والتي أصبحت مشكلة تؤرق السكان داخل الإحياء السكنية. أحد الإخوة من جدة سكنه مجاور لنادٍ رياضي خاص يرتاده الكثير من الشباب يقول أعاني كثيرا من الإزعاج الناتج عن مرتادي النادي ومشاكل مواقف السيارات وتجمعات بعض الشباب وتستمر المعاناة من بعد العصر حتى منتصف الليل وتزداد المعاناة في إجازة نهاية الأسبوع، وأفكر جلياً بالانتقال إلى مكان آخر أكثر هدوءاً. هي ليست مشكلة النوادي فقط بل هي مشكلة أي مشروع تجاري او مبنى حكومي يقابل الجمهور لا يؤمن مواقف كافية لمشروعه، فهناك شوارع رئيسية تقفل وتتسبب في ربكة للحركة المرورية لعدم وجود مواقف سيارات والسبب مدرسة خاصة او مطعم وللأسف ان الربكة تحدث في اوقات الذروة، في بعض الحالات يضطر المرور لأن يجند بعض منسوبيه لتسهيل الحركة المرورية في بعض المواقع صباحا ومساء. هذا مثال حي على أسلوب الادارة بدون رؤية بعيدة المدى للمستثمر او من يمنحه الترخيص رغم أهمية دراسة ذلك قبل تنفيذ المشروع، وقد يتسبب في خلق المشكلة وبعد ان تتفاقم نبدأ رحلة البحث عن الحلول وهي عادة ما تكون حلولاً جزئية أو وقتيه ومكلفة وقد تتسبب في ضحايا لاقدر الله. يضاف الى قلة المواقف عدم مبالاة بعض السائقين من المواطنين والأجانب في الوقوف الخاطئ امام مكان يقصده حتى لوتسبب في اغلاق الطريق دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن موقع قريب وآمن. تساهل امانات المدن في منح التصاريح لبعض المشاريع التجارية والأسواق والعمائر والمدارس التي تحتاج الى مواقف كثيرة دون حساب الحركة المرورية وعدد المواقف التي يجب ان يوفرها صاحب المشروع يتسبب في خلق المشكلة. وتساهل المرور مع بعض المخالفين في الوقوف الخاطئ امام المحلات التجارية وفي شوارع رئيسية وحيوية يساهم في تفاقم المشكلة فالتعامل بحزم هو المطلوب في مثل هذه الحالات. هناك مشاريع متنوعة مثل بعض الأسواق والمراكز التجارية والمكاتب تفشل بسبب عدم وفرة المواقف رغم توافر جميع عناصر النجاح الأخرى. دوائر حكومية مثل الجوازات والأحوال المدنية ومكاتب العمل والمستشفيات تجد ان معاناة البحث عن موقف تتجاوز معاناة المراجعة او انجاز المعاملة نفسها. دول كثيرة تفرض على أصحاب المشاريع التجارية تأمين مواقف تسد حاجة الزبائن سواء مواقف أمامية او خلفية او حتى أقبية تحت المبنى، وهناك دول توفر مواقف حكومية برسوم؛ فهل من حلول..