الكبر هو الذي منع الكثيرين من الإيمان بالرسل، وانتهى بهم إلى جهنم: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا)، فالمتكبرون على عباد الله، وعلى الحق، وعلى مَن جاء به، فمَن كان فيه هذه الصفة حرمه الله خيرًا كثيرًا، وخذله، ولم يفقه من آيات الله ما ينتفع به، بل ربما انقلبت عليه الحقائق واستحسن القبيح، والكبر هو ذنب إبليس اللعين، قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) وهو ذنب الأقوام الذين كذبوا الرسل من قوم نوح حتى نبينا محمد صلى الله عليهم وسلم، وكما قال في قوم نوح: (وإني كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبرو استكبارا)، وقال تعالى عن عاد قوم هود: (فأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا مَن أشد منا قوة). ومنع الكبر أيضًا مشركي قريش في مكة من اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله يَسْتَكْبِرُونَ)، والكبر هو الذي صرف المنافقين وصدهم عن الانتفاع بالحق، قال تعالى عن المنافقين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ)، فالكبر داء يمنع من قبول الحق كما يمنع من التفكر في الآيات.