طالب باحث في علم الحشرات وزارة الزراعة بالمزيد من الشفافية في بث معلومات دورية وتفصيلية عن "سوسة النخيل الحمراء" لطرح المعلومات للنقاشات والاستفادة منها في دعم الأبحاث التي يقوم بها المختصون. وقال الدكتور عبدالرحمن الداود رئيس اللجنة العلمية في ورشة (سوسة النخيل الحمراء: التحدي) ، التي نظمتها شركة سابك في مركزها الرئيس بالرياض لمدة يومين ل"الرياض الاقتصادي" ان وزارة الزراعة هي الجهة الرسمية في السعودية لاستقصاء المعلومات حول إصابات "سوسة النخيل الحمراء" لذا هي مطالبة في دعم الباحثين وتقديم المعلومات اللازمة لطرحها للمناقشة والتفكير للمساعدة في القضاء على هذه الآفة، وتتضمن هذه المعلومات عدد الإصابات والمناطق المصابة والعينات التي جمعت منها. وأشار الداود إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على البحث العلمي وإنما الدعم المادي والبشري، فبحسب المعلن عنه تدفع الدولة ميزانية تتراوح ما بين 20-30 مليون ريال سنويا لخطة المكافحة، لكنها "قليلة جدا" بحسب تقييمه. وشدد الداود الذي شارك حشدا كبيرا من العلماء والباحثين والخبراء من المملكة ومختلف دول العالم أصحاب الخبرات العلمية والتجارب العملية في مجال مكافحة هذه السوسة، على أهمية تكثيف الدعم الحكومي في خطة مدروسة لمدة 10-15 سنة القادمة للقضاء على "السوسة"، لأن التراخي يمكن أن يفاقم المشكلة. وبحسب رصد الداود فإن نسبة الإصابات لم تتعد 0.3% إلا أنها أخذت زخماً إعلاميا كبيراً، وشبه "تضخيم" المشكلة بما حصل ابان "أزمة إنفلونزا الخنازير"، وعلل ذلك بالمصالح التجارية التي تتنافى مع القيم الوطنية. وقال "يجب أن نعرف حجم المشكلة ونصرف عليها بحسب حجمها، وهذا امر لن يعيق الدولة لأن الأمر بسيط". وقال إن سابك في هذه الورشة تريد حلولا علمية معقولة، لذا ارتأت جمع علماء العالم المهتمين في هذه السوسة، وبنهاية هذه الورشة سيكون هناك اجتماع مع هؤلاء العلماء، مضيفا "هذه من الأمور التي تشكر عليها سابك لأنها مهمة وطنية بعيداً عن نشاط الشركة"، موصيا الشركات الكبرى بحذوها. وعما يمكن ان تسفر عنه هذه الورشة قال "نريد التوصل إلى برنامج يحتوي على الطريقة الصحيحة للزراعة، فحسب زيارتنا هذا الأسبوع لمزارع في الأحساء كان هناك أخطاء في عملية الزراعة، حيث ان المسافة لم تتجاوز مترين بين النخلة والأخرى في حين من المفترض ان تكون بنحو ثمانية أمتار، بالإضافة إلى طريقة الري والتي يستخدم فيها، والاعتماد على العمالة الأجنبية التي لا تعرف طريقة التعامل مع النخلة". من جانبه قال فهد الشعيبي نائب الرئيس التنفيذي للأسمدة بسابك ان الشركة سبق وأن عقدت ورشة عمل من ثلاث سنوات استقطبت لها باحثين من الداخل والدول العربية، لكن لم تكن النتائج مرضية، وفي هذه الورشة وسعنا الدائرة باستقطاب باحثين دوليين، لنصل إلى نتائج مرضية في سبيل مكافحة هذه السوسة. ولفت الشعيبي إلى أن "سابك" قد توصلت إلى نتائج إيجابية في أبحاث قامت بها سابقاً في المختبر، لكنها كانت أقل من المستوى حين تطبيقها على أرض الواقع.