ثمن المؤتمرون بمؤتمر «شهداء الواجب وواجب المجتمع» جهود هذه الدولة المباركة وولاة أمرها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله جميعاً - الذين اقتدوا بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وضربوا أروع الأمثلة وجسدوا ملحمة الوفاء لهؤلاء الأعزاء، الذين ضحوا بأنفسهم طاعة لله ولرسوله وولاة الأمر، وحماية لدينه، وذودا عن حياض هذا الوطن العزيز الذي يستحق منا كل تضحية وفداء، كما ثمنوا هذه العناية والرعاية والاهتمام بذوي هذه الفئة العزيزة من أبنائنا البررة، مؤكدين نهج القيادة الرشيدة، وحنكتها، وحكمتها، في معالجة فساد الفئة الضالة بالضرب عليها بيد من حديد، عادّين موقفُها من أبنائها الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله مضرب المثل في النبل والوفاء. كما شدد المؤتمرون على الدعاء والثناء لما تبذله الدولة، وفقها الله، من عناية مستمرة، وعطاء سخي لذوي شهداء الواجب، عرفاناً بما قاموا به، ووفاءً لذويهم ما يعد النموذج الأمثل لتعامل الدولة مع أبنائها الشهداء وذويهم، كما شكروا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه البادرة، وحيوا فيها هذا العمل النبيل الذي يستهدف تسليط الضوء على هذه الفئة العزيزة. وقد أثمرت الجلسات وما دار فيها من مناقشات، ومداولات، ومقترحات عن عدد من التوصيات، وهي: رفع برقية شكر وتقدير وثناء ودعاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على كريم رعايته لهذا المؤتمر، وتوجيهاته السديدة في العناية والرعاية التي يلقاها ذوو شهداء الواجب، وبرقية مماثلة لسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على مواقفه المشهودة، وثالثة لسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز على اهتمامه المباشر بشهداء الواجب، وتوجيهاته في رعاية ذويهم، ورابعة لمعالي وزير التعليم العالي رئيس مجلس الجامعة الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، على تشريفه حفل الافتتاح، ودعم الجامعة في هذه المناسبة وغيرها. كما أوصى المؤتمر بالتأييد المطلق لولاة الأمر حفظهم الله في نهجهم في التعامل مع شهداء الواجب وذويهم، واقترحوا إنشاء أمانة عامة لرعاية أسر الشهداء تكون ممثلة من الجهات ذات الاختصاص، تقوم بكل ما من شأنه العناية بهذه الفئة العزيزة، وتتولى التنسيق بين مختلف الجهات العاملة في مجال رعاية أسر الشهداء من المؤسسات الحكومية، أو الأهلية، أو الأفراد. كما ثمن المؤتمرون مبادرة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي أعلن عنها معالي مدير الجامعة في كلمته في حفل الافتتاح، ودعوا المؤسسات العلمية الأخرى لتحذو حذوها. كما أوصوا بإصدار سجل شرفي عن شهداء الواجب، تتولى طباعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويعمل على تحديثه بشكل دوري والتوسع في مفهوم (شهداء الواجب) ليشمل كل من يقتل، وهو يؤدي واجبه الوطني سواء أكانوا من العسكريين أم المدنيين في داخل المملكة أو خارجها. مع العمل على غرس الولاء لله ولرسوله ولولاة الأمر، وحب الوطن في نفوس النشء، وذلك أثناء مراحل التعليم، وتضمين مناهج التعليم ومقرراته ما يلفت النظر لمكانة الشهداء وذويهم. وكذلك حث الدعاة والخطباء على بيان حقوق الوطن، وولاة الأمر، وشهداء الواجب وذويهم، ونبذ فكر التطرف والغلو والتكفير، والدعوة للوسطية والاعتدال. كما عد المؤتمر نقطة تحول في الدراسات الوطنية، وأوصى المؤتمرون بأن ينبثق عنه فعاليات سنوية؛ ليعد بمثابة ترسيخ المفاهيم والتصورات الشرعية مع إنشاء الصناديق الوقفية وفق الأنظمة التي تراها الجهات المختصة؛ لدعم ذوي الشهداء ومساعداتهم، وحث الأفراد والمؤسسات؛ لتحقيق ذلك، كما أوصوا بدعوة المؤسسات العلمية والمراكز البحثية لإجراء الدراسات الميدانية والدورية؛ لتحليل الأوضاع الحالية والمستقبلية لأسر الشهداء في مناطق المملكة المختلفة للوقوف على الصورة الاجتماعية الكاملة، ورفع هذه الدراسات لصانعي القرار والمخططين. كما تضمنت التوصيات المطالبة بالعناية بتأهيل ذوي الشهداء وتدريبهم؛ ليكتسبوا قدرا أكبر من المهارات والمؤهلات، مع تقديم الخدمات والبرامج بطريقة مهنية احترافية تبعد الإحساس بالضعف والعطف لدى أسر الشهداء، مراعاة لمشاعرهم واهتماماً بهم مع تطوير أساليب ووسائل تقديم الرعاية لأسر الشهداء وكذلك وضع خطة ثقافية وإعلامية لترسيخ المفاهيم الشرعية والاجتماعية التي تحقق تفاعل المواطنين مع شهداء الواجب وذويهم، وإبراز الجهود الكبرى التي قام بها ولاة الأمر حفظهم الله في رعاية ذوي الشهداء، مع تأكيد أهمية إنشاء موقع شبكي (إلكتروني) خاص بشهداء الواجب وذويهم يوثق سير الشهداء. ويحقق التواصل والتفاعل مع ذويهم مع حث وسائل الإعلام على التذكير بحقوق الشهداء، وأسرهم، وإبراز التقدير الشرعي والمجتمعي لهم موصين بضرورة استثمار المناسبات الوطنية للتذكير بالشهداء وذويهم، مع السعي لوضع الأنظمة الرسمية التي تمنح التميز المعنوي والمادي لأسر الشهداء في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، وكذلك التوسع في تكريم الشهداء بإطلاق أسمائهم على المساجد والمدارس والأحياء والشوارع، كما جرت التوصية بطباعة البحوث المتميزة من أبحاث المؤتمر بشكل مستقل، مع تكوين لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر، والعمل على تنفيذ ما ورد فيها. وكان المؤتمر قد اختتم مساء امس جلساته بعدد من أوراق العمل.