بعد أن أعلنت شركة جوجل انسحابها من الصين توافد العديد من الصينيين إلى مقر شركة جوجل في حي هايديان في بكين حاملين الورود والشموع لوداع أكبر محرك بحث في العالم. وأبدى الحضور حزنهم العميق على مغادرة جوجل التي شغلت الرأي العام الصيني في الفترة الأخيرة خاصة فئة الشباب منهم والباحثين في الجامعات. وكانت جوجل قد أعلنت في وقت سابق عن خططها الرامية إلى إعادة توجيه حركة المرور لتجنب الرقابة لتجنب الرقابة التي تفرضها الحكومة الصينية حيث إنها لم تعد ملزمة قانونا لفرض رقابة على مضمونها بحسب قول الشركة. وقالت جوجل إنها اكتشفت اختراقات من قبل جهة ثالثة في الصين لعملائها الناشطين في مجال حقوق موضحة أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تقييد حرية التعبير على شبكة الانترنت في الصين بما في ذلك استمرار حجب مواقع مثل الفيس بوك يوتيوب وغيرها. ومن جهتها قالت سلطات الولاياتالمتحدة إن قرار شركة جوجل الانسحاب من البر الصيني قراراً تجارياً خاصاً وأضافت أننا نقدر العلاقة الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة والصين ونتمنى أن تنظر الصين بجدية في الآثار المترتبة على بعض قراراتها الخاصة بحرية التعبير حسب تعبير المتحدث باسم الخارجية الأمريكية كرولي. ويرى خبراء ووسائل إعلام عالمية أن قرار محرك البحث العالمي الشهير جوجل بوقف الرقابة على نسخته الصينية وإعادة توجيه المتصفحين بالبر الرئيسي إلى موقعه بهونغ كونغ يضعه في موقف صعب سيؤدي لتدمير سمعته ومصالحه. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في مقال لها "لو أن جوجل يخطط لإحراج الصين من خلال إثارة جدل عالمي حول الحرية على شبكة الانترنت نقول إنه فشل فشلا كبيرا". وقالت صحيفة فيدوموستي الروسية ان جوجل احرق جميع جسوره في الصين ومن غير المحتمل عودته الى السوق الصينية مجددا. ويمتلك جوجل محرك البحث الأول في العالم ما يقدر بحوالي 30 في المائة من سوق البحث في الصين في عام 2009 مقارنة بمحرك البحث المحلي المنافس بايدو انك الذي يمتلك 60 في المائة، وتقدر الإحصاءات الرسمية عدد رواد الانترنت بالصين بحوالي 384 مليونا بنهاية عام 2009. وفي رد فعل صيني قال مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة إن جوجل انتهك التزاماته باحترام القوانين واللوائح الصينية والتي قطعها على نفسه عند دخوله الصين منذ اربع سنوات موضحاً ان جوجل كان يعمل في الصين منذ عام 2005 وعلى دراية تامة بمتطلبات القانون الصيني. وبعد إعلان الانسحاب ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ في مؤتمر صحفي دوري أن "قضية جوجل هي قضية تجارية في المقام الاول ولن تؤثر على العلاقات الصينية-الأمريكية الا إذا قام أي طرف بتسييس تلك القضية. ويقول خبراء إنه بالمعنى الحقيقي والدقيق فان جوجل لم ينسحب من الصين فقد نقل خدمته من البر الرئيسي الى هونغ كونغ الادارية الخاصة التابعة للصين مع امكانية ابقاء جوجل لبعض اعماله في البر الرئيسي. بالاضافة الى ذلك فقد كتب جوجل في افتتاحية موقعه يوم 23 مارس الحالي عبارة تقول "مرحبا بكم في موقع بحث جوجل الجديد في الصين". واستهجن علماء صينيون تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست بعنوان "الشعب الصيني افتقد النور بفقدانه جوجل.