لحظة سماعي قرار لجنة العقوبات، كنت بين هلالي ينتظر إيقاع أشد العقوبات بمحمد نور، واتحادي ظل يمني نفسه بإسقاط رادوي من الملاعب أسوة بإسقاط المطرب الغامدي من كشوفات التحكيم، ورياضي محايد يرى أن العقوبات يجب أن تقع متساوية، وبعد القرار أصيب الهلالي بصدمة، والنصراوي بقهر، والرياضي بخيبة أمل! ظهرت على عيني رادوي (نخوة) الزميل لزميله، فقد رأى أن تصرف نور هو اعتداء بلا وجه حق يخرج الرجل الحكيم عن طوره، ويفقع مرارته، ذلك أنه اختار طريق الاستفزاز، لا الإصلاح الذي تعودنا أن نراه من أهل الخير النبلاء في المجالس، والشوارع، وحتى الملاعب، جاءت (الفزعة) من رادوي، لكنها نخوة كادت أن تشعل الملعب كذلك، فالعلاج بتهدئة الوضع هو العلاج الحكيم، ولئن أخطأ واحد لا يجب أن يعالج خطأه بخطأ آخر! حضرت لجنة الانضباط التي تحضر إن حضر الإعلام وتغيب بغيبته لتعالج تلك الحادثة، فكان علاجا حنونا رحيما، يبدو أن لياقتها شارفت على الانتهاء مع اقتراب الموسم من نهايته، أو أنها ملت من كثرة قراراتها. نالت قرارات اللجنة رادوي دون غيره، أو بالأحرى هي تأييد لقرار الحكم، وأجمل ما فيها تقدير الدور الإصلاحي الذي قام به غريتس وسامي وحسن خليفة، فتعاملت مع روح القانون لتعفيهم من الغرامة (ربما أنها شبعت وما تدري وش تسوي بالفلوس)!! في جانب أبعد متصل بتلك الحادثة، على لجنة تطوير المنتخبات أن تقرأ ضرب نور لياسر قراءة اجتماعية، فكتفه العنيف لم يأت من فراغ، بل لحاجة في نفسه كما أظن، وإن حاول مكيجة عمله بإلباسه لباس الاحتكاك الطبيعي، فالأمر يجب أن يخضع لدراسة العلاقة بين اللاعبين جميعا، وبين ياسر ونور خاصة. أما المشكلة التي ما زالت دون حل، وهي أكبر بكثير من التشابك بالأيدي، الهتافات غير المؤدبة التي باتت جزءا لا يتجزأ من المدرجات وتتقصد لاعبا بعينه، أو جمهور المدرج الآخر، إن ما يحدث وسط صمت رهيب من لجنة الانضباط دون اتخاذ ما يكفل للاعب أداء دوره بلا إهانة أو اعتداء أمر لا يتوافق مع القانون الذي يكفل للفرد حقه سواء داخل الملعب أو خارجه، وما فعله جمهور الاتحاد هو امتداد لما فعله الجمهور ذاته، وجماهير أخرى لم تطلها العقوبة، وسنرى ما هو أكبر بكثير من ذلك طالما أن الأمر مطلق على عواهنه، ويزداد الأمر سوءا إن طالت الهتافات خصوصيات فرد ما. إننا نريد أن يضبط المجتمع بالقانون، تثقيف الجمهور وتحضيره وعقابه، وحرمانه من المباريات، فكراسٍ فارغة أفضل من وجود جمهور غير متحضر!! بقايا * زيادة فرق دوري (زين) إلى ستة عشر فريقا أمر بات ضروريا، وسننتظر إعلان الخبر قريبا. *إن كان حسام غالي تناول المنشطات دون أن يدري فتلك مصيبة، وإن كان يريد تضليل الرأي العام فتلك مصيبة أعظم!!