على الرغم من اتساع مساحة المراعي الطبيعية بالمملكة والتنوع الواضح في غطائها النباتي الطبيعي، ووجود عدد كبير من الأنواع النباتية الرعوية الجيدة، إلا أن حالة مراعيها تعد فقيرة بوجه عام، كما أن هناك مساحات واسعة قد تدهور غطاؤها النباتي بسبب الاستغلال المكثف. ويرجع تدهور حالة المراعي في المملكة إلى التوسع العمراني على حساب أراضي المراعي والغابات والسياحة البيئية غير المنظمة، إلا أن ظاهرة الاحتطاب تعد احد أهم العوامل الرئيسية التي تؤثر في الغطاء الشجري الطبيعي، حيث يتم التركيز في الأنواع التي يمكن استخدامها كوقود كأشجار السمر والارطا والقرض والطلح وغير هذه الاشجار؛ ومشكلة التحطيب تتمثل في الإزالة الكاملة لهذه النباتات وبهذا العمل نصل إلى تعرية مناطق واسعة خاصة حول المدن والقرى والهجر. ومن أجل المحافظة على الثروة الطبيعية صدر نظام المراعي والغابات لكي نحمي مواردنا الطبيعية وأراضي المراعي والغابات من تعدي الإنسان وإلحاقه الضرر بالأشجار والشجيرات وغيرها، وذلك بالمرسوم الملكي الذي صدر عام 1425ه؛ والذي وضع الأسس القانونية لتوضيح الأعمال المحظورة في الغابات والمراعي وما يترتب عليها من عقوبات. مراقبة الاحتطاب وقد أبدى عدد من مواطني محافظة الزلفي تذمرهم من كثرة الاحتطاب، وهي المحافظة الوحيدة التي بدأت فعليا بمراقبة ومنع التحطيب والأضرار بأراضي المراعي من محافظات منطقة الرياض والمدن المجاورة لها. يقول المواطن سعود بن احمد الوشيل أنه بالرغم من الجهود المبذولة في حماية أشجار المراعي بمحافظتنا، إلا أن الخلل واضح والعجيب أن وزارة الزراعة خصصت لمراعي الزلفي حارساً واحداً على كبر مساحة المراعي التي تحيط بها، كذلك أرى أيضاً أن هناك قصوراً في بعض اداء الجهات المخولة بمراقبة السيارات المتنقلة بالحطب بالرغم من وضوح قرارات حظر الاحتطاب، وخلال تنقلاتي في المدن والمحافظات المجاورة أرى أن الزلفي هي الوحيدة الممنوع بيع الحطب فيها. ويضيف المواطن محمد بن عبدالرحمن الفحام أن وجود باعة الحطب الجوالة يؤثر سلبياً على قرار حظر الاحتطاب داخل المحافظة، كذلك مما رأيت وسمعت قيام بعض الاشخاص بالتعدي على أشجار المراعي ليلاً، حتى ساعات الفجرالأولى مستغلين غفلة الرقيب؛ وهنا أطالب وزارة الزراعة أن تقوم بتدعيم أعداد حراس المراعي؛ لأن الوضع الحالي لا يسر؛ فالكل يعلم أن مساحات مراعي الزلفي في كل جهاتها واسعة والإمكانات الموجودة لا تغطي. سيارات لا تراقب ومن جهته يقول المواطن علي بن عبدالله الجاسر: مازلت مستغرباً كيف لهذه السيارات أن تقطع كل هذه المسافات بين المدن والمحافظات دون محاسبة وتوقيف، بالرغم من وضوح التعليمات؟، وهذا مما لاشك فيه يؤثر في الجهود المبذولة في محافظتنا. ويقول المواطن ذويبان بن عبيد المسمى أن محافظة الزلفي الوحيدة بين أخواتها من المحافظات والمدن المجاورة في تطبيق قرار المنع؛ وعلى ذلك أطالب الجهات المعنية بتشديد المراقبة وتطبيق التعليمات بلا هوادة، كذلك وزارة الزراعة لم تعزز الناحية التوعوية الإعلامية تجاه الاحتطاب؛ فبعضهم لا يدري أن هناك قراراً يمنع الاحتطاب في أراضي المراعي والغابات أو بيع الحطب ونقله. ويقترح المواطن حمد بن عبدالرحمن الوشيل إشراك عدد من المتعاونين للتغلب على نقص الكوادر البشرية في مراقبة المتعدين على أراضي وأشجار المراعي؛ نظراً للمساحات الواسعة للمراعي التي تحيط بالمحافظة. من جهته طالب المواطن سلطان بن عبدالرحمن التركي الجهات الأمنية أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، خصوصا بالتصدي وإيقاف السيارات المتنقلة بالحطب بين المحافظات والمراكز.