كثيرة هي العادات والتقاليد في إتمام مراسم العرس، والاحتفاء بالعريس ، فمنها ما يبدأ قبل يومٍ أو يومين من ليلة الفرح . منها ما يكون نهاراً ، وأكثرها ما يكون ليلاً ، ينتظر العريس هذه الليلة ، يحلم بها ، تسمى ليلة العمر، من أجلها يحتشد المعارف والأصدقاء ويحتفل الأهل والأقرباء ، لها ذكريات تروى للأبناء ، يولم لها اقتداءً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أولم ولو بشاة ) ، يضرب بها الدف ويحلو بها السمر ، تقام الرقصات الشعبية ، السامري ، الدحة ، العرضة ، الردية ، المزمار ، وما ضرب الدف إلا إعلان بالعرس ، موسم فرح للصغار وابتهاجٍ للكبار ، سعادة للعريس وأهله وأصدقائه ومحبيه ، احتفالات للنساء والرجال ، والنساء أكثر بهجة وفرحاً ومرحاً، فالفتيات الصغيرات يتجملن بملابس زاهية تضفي على المناسبة إشراقاً ، فتطول سهرة النساء إلى قبيل الفجر . أما احتفالات الرجال فمملة في أحيانٍ كثيرة ، يحضر المدعوون من بعد صلاة العشاء ينتظرون قدوم العريس يبدأ عليهم الملل والضجر وكلما تأخر ازداد الملل وكثر الضجر ، كنت في مناسبة منذ أيام بجانب أحد المدعوين ممن بدا عليه ملل واضح يأخذ شهيقاً ويردٌّ زفيراً ، يفرقع بالأصابع تارة ويدفع النوم بالتثاؤب تارة أخرى ، ينظر إلى باب القاعة ويترقب ، وبعد تنهيدة واضحة أشفقت عليه منها التفت إلي قائلاً فُرجت قدم العريس وإذا بالحاضرين يتكأكأون عليه وكأني بلسان حاله يقول مالكم تكأكأتم علي كتكأكؤكم على ذي جنة ، كل يريد تقديم واجب المصافحة والتصوير والابتسامة الباهتة ثم يطلق (بشته للريح) والبعض يضطر للبقاء لتناول وجبة العشاء الإلزامية، وبعد بروتكول المصافحة إذ بصاحبي يقول ابشر هانت ، فقد شم رائحة البخور تنبعث من بعيد إيذاناً ببدء العشاء ، نهض الجميع بتسارع وما هي إلا دقائق حتى انصرفوا . هذه ليلة عرس كان الحري بها أن تكون ليلة فرح وابتسامة كما ذكر ذلك أستاذنا الكبير تركي السديري في زاويته ذائعة الصيت ( لقاء ) دعونا نبتسم . فالابتسامة في يوم من أيام الفرح والابتهاج مطلب وإشاعتها أوجب. حري بالعريس وأهله أن يكونوا أول الحاضرين وأن يصطفوا لاستقبال المدعوين ولتقبل التهنئة والتبريكات على أن يتخلل ذلك ابتهاج وفرح بمناسبة غالية على الجميع تكون مبعث سعادة للحاضرين واغتباطاً للعروسين وأهلهما ، فبظني ألا يعدم العروسان من أهلهما وأصدقائهما شعراء وأصحاب مواهب يضفون على المناسبة بهجة وأنسا. مجالس الأحياء لها دورها الفاعل والمؤثر يقيني أنها المعنية بذلك ، من مهامها الأساسية المشاركة في الأفراح وتنظيمها ووضع برامجها ومشاركة أعضائها في المناسبة بتقديم هدية تذكارية ، حبذا لو أخذت هذه المراكز على عاتقها إنشاءَ قاعة احتفالٍ تقام بها مناسبات الحي بأجرٍ رمزي وأن تقنن مأدبة العشاء بالبعد عن الإسراف ليكون هذا عُرفاً لدى الجميع ولتبقى أفراحنا أكثر سعادةً وابتهاجاً وفرحاً وإشراقاً . *مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض