تُعجبني مفردات وتوصيفات الشاعر حميدان الشويعر عندما (يهجو بسخرية) وكان يسمي الملح (دوا الغيرة) أي التخمة.. ووصفه هذا يذكرني بما يفعله بعض العامة من استعمال (للملح الانجليزي) بصفة دورية لتطهير وتنظيف أمعائهم وأجهزتهم الهضمية.. وهو عمل خاطىء بطبيعة الحال.. وهؤلاء العامة (قد) أثروا في حميدان الشويعر أو تأثروا به في تسميته للملح ب (دوا الغيرة) ماعلينا.. ففي سوانح الماضية (ملح وسكر) كان الحديث عن مرض السكري.. واليوم سنتحدث عن ملح الطعام (كلورايد الصوديوم) والعامة (أيضا) في الجزيرة والخليج.. تطلق على المرأة أو الفتاة الجميلة (مملوحة) وهو توصيف لا أدري ما سببه.. فما علاقة الجمال بكلورايد الصوديوم أو ملح الطعام الذي له وظائف مهمة ومحددة في جسم الإنسان.. أما إن زاد عن حده فسينقلب إلى ضده بلا شك.. من حبس للماء والسوائل في الجسم وارتفاع في ضغط الدم.. والملح (بمعنى الوسامة والجمال والجاذبية) صفة تطلق على المذكر أيضا (مملوح) وعلى النقيض تطلق الناس (أيضاً) على الملقوف أو الذي (يستخف دمه) يتميلح.. ما علينا.. والملح لونه أبيض كما السكر ويطلق عليه القاتل الصامت.. فمرض ارتفاع ضغط الدم عند كثير من الناس يُكتشف بالصدفة أو عندما يقوم الانسان بفحص روتيني يشتمل على قياس ضغط الدم.. وأذكر منذ عقدين من الزمان أو يزيد مريضاً كبيراً في السن راجعني في العيادة وهو يشتكي من إرعاف متكرر من أنفه.. فطلبت من الممرضة (على غير العادة) أن تقيس ضغط دمه (لأنني ربطت بين شكواه المرضية وكبر سنه) فإذا الضغط لديه يقارب المئتين على المئة.. فقلت له يا عم إن علاجك ليس في عيادة الأنف والأذن والحنجرة.. بل لدى الزملاء في عيادة القلب والباطنية.. واحمد ربك أن الشريان الذي نزف (للتنسيم عن ضغط دمك المرتفع) والذي لا تعرف انك مصاب به.. كان من الأنف.. وليس من أحد شرايين المخ.. والأكل مهما كان ملحه قليلاً أفضل بكثير (صحياً) من الأكل المالح مهما أضاف إليه الملح من لذة.. وإن أردتم نصيحتي فابعدوا (الملاحة) عن طعامكم.. فالأكل مهما كان ملحه قليلا (خانس) فيه من الملح (كلورايد الصوديوم) ما يكفي لوظائف الجسم وصحته.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.