وصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بعد ظهر امس الى اسرائيل في اطار جولة اقليمية تهدف الى محاولة احياء عملية السلام، وفق مراسل وكالة فرانس برس. وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعالون في استقبال بايدن في مطار بن غوريون في تل ابيب. وبايدن هو أرفع مسؤول اميركي يقوم بزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ تولي الرئيس باراك اوباما مقاليد الحكم. وسيشجع بايدن الجانبين على البدء بمفاوضات غير مباشرة برعاية الولاياتالمتحدة، تمهيدا لإحياء عملية السلام المتعثرة منذ نهاية 2008. وقبيل وصول نائب الرئيس الاميركي اعلنت اسرائيل الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بالضفة الغربيةالمحتلة، الامر الذي اثار استياء الجانب الفلسطيني. وجاء الاعلان الاسرائيلي غداة موافقة الفلسطينيين على اجراء محادثات غير مباشرة لأربعة اشهر عبر المبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام جورج ميتشل، وقبل ساعات من وصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى تل ابيب في جولة اقليمية تهدف الى محاولة احياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان اعلن صباح الاثنين الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار ايليت قرب بيت لحم بجنوبالقدس. وتابع اردان المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "تلك هي الحالة في بيتار ايليت" المستوطنة القريبة من بيت لحم جنوبالقدس. وكانت الحكومة اعلنت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر تجميد اعمال البناء الجديدة لمدة عشرة اشهر في الضفة الغربيةالمحتلة، في قرار لا يشمل القدسالشرقية ولا المساكن الثلاثة آلاف قيد البناء في الضفة الغربية ولا اقامة مبان عامة مثل كنس ومدارس ومستشفيات. وقالت الولاياتالمتحدة امس إن موافقة إسرائيل على بناء 112 وحدة سكنية في الضفة الغربيةالمحتلة لا ينتهك إعلانها تجميدا محدودا للاستيطان ولكنه نوع من الأعمال التي يتوجب على الجانبين الحذر بشأنها وهما يدخلان محادثات السلام غير المباشرة. وقال بي.جي. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحافيين "حينما تكون في محادثات من هذا النوع.. عليك أن تدرك مصالح الطرف الآخر وتصوراته وعلى الجانبين الحذر بشأن الأعمال التي قد يساء فهمها داخل المنطقة أو التي قد يستغلها من يريدون خلق عقبات أمام إحراز مزيد من التقدم." في هذا الوقت، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية الموفد الاميركي جورج ميتشل. وعلى الاثر، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الادارة الاميركية ابلغت السلطة الفلسطينية انها ستعلن الطرف الذي يعرقل المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ووصف عريقات الاجتماع بين عباس وميتشل بانه "معمق وجيد"، موضحا ان "نقاش اليوم تركز على مفهوم المفاوضات والنقاط التي ستبحث فيها". ونقل عريقات عن عباس قوله لميتشل انه "اذا كانت كل جولة (تفاوض) ستتضمن الاعلان عن مزيد من الاستيطان والاجراءات الاحادية الجانب وفرض حقائق على الارض واستمرار الاغتيالات والاعتقالات، فان ذلك يضع علامة استفهام على كل الجهود التي نقوم بها". ولفت الى ان عباس أثار امام ميتشل اعلان اسرائيل الاثنين الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار ايليت في جنوبالقدس، وقال "هذه النقطة بالذات كانت رأس جدول الأعمال". وكان عريقات ندد في وقت سابق بقرار الحكومة الاسرائيلية، وقال "نتانياهو يريد كما يبدو ان يصبح حاكم الضفة الغربية" محذرا من ان المفاوضات غير المباشرة "تشكل المحاولة الاخيرة للتوصل الى حل الدولتين" لشعبين. من جهته قال الناطق باسم السلطة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس "من الواضح ان اسرائيل تواصل تقويض جهود السلام. على الادارة الاميركية ان تعمل من اجل ان توقف اسرائيل انشطة الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية".