أذكر بأنني فور مغادرتي لجهاز الأمن طُلب مني سرعة تغيير مهنة موظف المكتوبة في بطاقة الأحوال وقد كانت هذه المهنة تُكتبْ في السابق ضابط أمن أو عسكري ثم تغيرت إلى موظف هكذا مبهمة لأسباب أمنية وهذا معقول ولكن أن يُفرض علي مُسمى (متسبب) فهذا هو غير المعقول وحتى متقاعد قد لا تنطبق على من هُم في مثل حالاتي حيث تقاعدت مبكراً رغبة في تغيير مساري فلماذا يفرض عليّ مُسمى مهنة لا توضّح وضعي الحقيقي وبالفعل بعد سنوات طويلة من التفرغ للكتابة الصحفية والحصول على مؤهلات عُليا في مجال الصحافة ما المانع من كتابة مهنة (صحفي) أو (إعلامي) أو أي صفة توضّح مهنتي الحالية التي اكتسبتها لاحقاً بعد تقاعدي المبكّر ..؟؟ لم أكتب هذا الموضوع لأشرح أمراً خاصاً بي لا دخل للقرّاء بهِ إنما أوردته كمثل لإيضاح جزئية تهم الكثير من أفراد المجتمع وهي رغبتهم المُلحة في كتابة مهنتهم التي يُمارسونها فعلياً في خانة الهوية الوطنية حتى وإن كانت البطاقة أو جواز السفر لا يُكتب فيهما المهنة بشكل مقروء لكنها معلومات مُخزّنة في (البار كود) تسترجعها الأجهزة الأمنية سواء في الداخل أو الخارج متى تطلّبت الحال ، المُشكلة اليوم أن بعض الدول تُجرّم من يذكر أي معلومات غير واردة في وثائقه الرسمية وهنا تحدث المآزق. رجل الأعمال والإعلام الزميل عبدالله منصور الصغيّر لا زال إلى اليوم يقاتل من أجل كتابة مهنة (فلاّح) في جميع وثائقه الثبوتية لاعتزازه كما يقول بمهنة والده وجدّه ومن سبقهما الذين امتهنوا الفلاحة سنين طويلة ويمارسها هو شخصيّاً حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم فما هو المانع من ذلك سيّما وجميع دول العالم تُصنف المهن ولديها نقابات أو جمعيات مهنية وغرف تجارية وصناعية تُعطي ما يثبت انتساب الشخص للمهنة التي يُمارسها وبهذا تنتفي أبواب الشك والريبة.. اليوم ونحن في عصر التخصص الدقيق بأي خانة يا تُرى يُمكن تصنيف مهنة متسبب ؟؟ وكيف يفهمها الآخرون؟؟