** نحسن الظن كثيراً.. ** في من لا يستحقون أن نثق بهم.. ** وندخلهم في حياتنا.. ** ونطلعهم على تفاصيل أسرارنا.. ** وقد ندمجهم في تفاصيل حياتنا الأسرية.. ** ونتعامل معهم كجزء من منظومتنا العائلية.. ** وقد نمنحهم من السلطة..أو الصلاحية..أو الثقة..مالا نمنحه لأولادنا..وأقرب المقربين إلينا.. ** وقد نطلق أيديهم للتصرف في بعض الأحيان..في أموالنا..أو في بعض شؤون حياتنا..بكل رضا..وطمأنينة.. ** نفعل هذا..بكل براءة.. ** وقد نفعله بطمأنينة كافية إلى أن هؤلاء فوق كل الشكوك..أو الظنون..أو المخاوف.. ** وقد نفعله بسبب ما يقدمونه لنا من خدمات..أو ما يظهرونه من مشاعر مزيفة..أو إخلاص نادر.. ** وقد نفعله..لأننا لا نجد من يهتم بنا..سواهم ** أو يتفاعل مع احتياجاتنا.. ** أو يتفانى في الاهتمام بشؤوننا.. ** أو يتفق معنا في التفكير..في بعض الأحيان. ** وقد نفعله لأن كل من يحيطون بنا مشغولون بأنفسهم..وبمستقبلهم..وبحياتهم الخاصة.. ** وقد نفعله لأن هؤلاء قد أقنعونا بدهاء.. ** بأنهم الأوفى..والأخلص..والأجدر برعايتنا..وثقتنا..ومودتنا.. ** تلك الإغماءة التي وضعونا فيها.. ** وتلك المشاعر "الفياضة" التي أوهمونا بها.. ** وتلك الاهتمامات التي دفعتنا إلى إسقاط جميع المحاذير أمامهم.. ** بدت في لحظة من لحظات التيقظ وكأنها "صعقة" كهربائية مميتة..أو ''لدغة‘‘ أفعى قاتلة..أو طعنة سكين مسمومة.. ** فقد أصبح الصغير كبيراً.. ** والفقير ثرياً.. ** والأمين..خائناً.. ** والمحب..نمراً شرساً.. ** وابن البيت..هتاكاً للأعراض..وكاشفاً للمستور.. ** وأصبح الوفي..مخادعاً.. ** واللصيق بنا..والمحتل لمشاعرنا..كبقية عباد الله الناقمين علينا..والكارهين لسيرتنا..والمتحدثين بكل السوء عنا في مجالسهم..وعند خاصتهم..(!) ** والسبب في كل ذلك.. ** أننا بالغنا في الاهتمام بهم.. ** وحوّلنا ضعفهم إلى قوة.. ** ووضعنا في أيديهم كل مفاتيح حياتنا.. ** ولم يبق إلا أن نلحقهم ببطاقة الأحوال المدنية..كبقية الأبناء..والأهل..وربما أكثر..وأكثر.. ** والسبب في ذلك.. ** أننا أمّناهم على ما لم نؤمن عليه أبناءنا..وأهل بيتنا.. ** والسبب في ذلك.. ** أننا حولناهم من حالة العدم والكفاف..ومن الضياع..والانكسار..إلى حالة من الشبع..والبطر..والنكران.. ** لنكتشف فيهم أكبر خطيئة يرتكبها الإنسان تجاه نفسه.. ** وأكبر مصيبة أو عار يحمله الإنسان بذاته..حين يلتقط الآخرين من الشارع ليضعهم فوق الرأس..، *** ضمير مستتر: **(لا غرابة في أن يتحول الحمل إلى نسر..والكلب إلى نمر..إذا نحن ربيناهما على ذلك).